Résumé:
1
مقـــــــــــــــدمــــــــــــة :
يعد العمل من أهم الأولويات في حياة الفرد و الجماعة على حد سواء ، كما أن الحصول على الأجر هو
أحد دوافع العمل و حوافزه . و ذلك لتغطية المتطلبات الاقتصادية فالأجر هو المصدر الأساسي لمعيشة الغالبية
العظمى من الناس ، كما أن أهم سبيل لإشباع الحاجات الضرورية للأفراد ، كمما يعتبر عنصرا من عناصر تكلفة
الإنتاج بالنسبة للمؤسسة ، إضافة إلى كونه المحرك الأول لعملية التطور و تحقيق التقدم لبني البشر .
ومن الناحية الصحية و النفسية فإن العمل يعد عنصرا من عناصر تحقيق التوازن الجسدي و الاستقرار
النفسي للفرد نتيجة شعوره بالرضا و القناعة عن مستوى الحياة التي يعيشها ، أما من الجانب الاجتماعي فإن قيمة
العمل تمثل قيمة الإنسان في مجتمعه ، و كون أن الهدف من وراء العمل الحصول على مقابل الذي يتمثل في
الأجر ، فأهمية العمل هي نفسها أهمية الأجر فهو تقريبا المصدر الوحيد لسد مختلف حاجيات الحياة اليومية
كالأكل و المسكن و الملبس وغيرها من الحاجيات الأساسية.
أما من الناحية القانونية يتميز الأجر بالصفة المزدوجة في علاقات العمل إذ أنه يشكل حقا للعامل مقابل
عمله ، ومقابل ذلك فهو التزام على رب العمل لقاء تمتعه بالعمل أو الخدمة التي تم انجازها ، إن هذه الصفة
ت نفسه هي التي تطرح في الحقيقة مختلف الإشكالات
القانونية سواء .
فلسفية تحاول كل منها تبرير الأسس التي يجب اعتمادها عند تحديد و تقدير الأجور ، النظريات التقليدية الجبرية
و النظريات الجبرية المعاصرة ، إن البحث في هذه النظريات سيبين مدى تجدر الأجر في التاريخ و في مختلف العلوم
الاجتماعية عبر مراحل التطور الحضاري للإنسان ،و نظرا لكون موضوع الأجر من أدق موضوعات قانون العمل
و أشدها تشبعا و تعقيدا ، و أكثرها إثارة للجدل و الخلاف ، و باعتباره أهم الموضوعات التي تشغل بال العمال
و أصحاب الأعمال و الحكومات و النقابات فالأجر بالنسبة للعامل يمثل دخلا ، و يهم العامل أن يحافظ على
مستوى هذا الدخل ، بل يزيد منه أملا في رفع مستوى معيشته و رغبة منه في إشباع حاجاته من السلع و
مغال فيه ، بحيث يحصل على أكبر إنتاج ممكن بأقل أجر ممكن ، كما أن الزيادة فيه تزيد من أعباء المؤسسة التي2
ن مجال المنافسة و إلى الافلاس في بعض الأحيان أما الدولة فهي تنظر إلى الأجر على
عنصر يؤثر في السياسة الاقتصادية التي تتبعها ، و لذلك فيهمهما أن يتحدد الأجر في المستوى الذي يحقق حياة
لائقة للعمال ، الذي يسمح بتحقيق فائض يعاد استثماره في زيادة قدرة الدولة على الإنتاج و من جهة أخرى
فإنه ما يهّم الدولة هو استقرار علاقات العمل لأن استقرار العلاقات يشجع على زيادة النشاط الاقتصادي ، هذا
ما يؤدي إلى وجود معادلة متناقضة بين مصلحتين أحدهما اقتصادية و أخرى اجتماعية ، و في المقابل يظل الأجر
عنصرا متأثرا بالتطورات الحاصلة في عالم الشغل .
إن موضوع الأجر الحلقة الرئيسية لجميع علاقات العمل ، و بحثا عن معادلة لتحقيق التوازن في علاقة
العمل و بالتالي تحقيق استقرارها لهذا سوف نحاول دراسة هذا الموضوع من خلال بابين الباب الأول لدراسة
الإطار المنهجي للدراسة و الباب الثاني خصصناه لدراسة الإطار النظري للدراسة و ذلك حسب التفصيل التالي :
الفصل الأول الذي قسم إلى ثلاث مباحث ، المبحث الأول خصصناه لمنهجية الدراسة أما المبحث الثاني
فخصصناه لتحديد المفاهيم الأساسية للدراسة أما المبحث الثالث فتكلم عن المقاربة النظرية للدراسة .
أما من خلال الفصل الثاني فخصصناه للدراسات السابقة أما الثالث كان تحت عنوان معايير تحديد الأجر
و مدى تأثير الخصخصة عليها و يتكون من ثلاث مباحث ، المبحث الأول معايير و نظم تحديد الأجر أما الثاني
فتكلم عن الأساليب القانونية لتحديد الأجر أما المبحث الثالث فخصص للتكلم على الأجور في القطاع الخاص.