Résumé:
بدأ إدوارد سعيد تجربته النقدية منذ أن نشر رسالته الأكاديمية عن جوزيف كونراد،ثم اكتملت هذه التجربة بكتبه اللاحقة مثل الاستشراق والعالم والنص والناقد،الثقافة والامبريالية، و تأسست تجربته على قراءة المنجز النقدي الغربي المعاصروالبناء عليه وتجاوزه وقد نضجت تجربته وبدأت تشق طريقها الخاص منذ صدور كتابهالاستشراق الذي تضمن رؤية نقدية متميزة بدأت باستثمار المناهج المعاصرة بخاصةعند ميشال فوكو وجاك دريدا ولكن هذا الاستثمار كان فريدا حيث جعل من النقدتجربة ذات علاقة بالعالم الذي صدر منه النص، فكانت الثقافة هي المحور الذي يحركالنقد الذي عرف فيما بعد بالنقد الدنيوي. وفي كتاب الاستشراق رؤية نقدية تتمثل في حضور عامل الثقافة وتأثيرها في قراءةالنص وستستمر هذه الرؤية في التعمق من خلال كتابه الثقافة والامبريالية، حيث لافصل بين النص والعالم الذي نشأ فيه، وهذ العالم ذو تركيبة معقدة من الثقافي،الاجتماعي والسياسي والأدبي، فالفصل بين النص وعالمه كما دأب النقد المعاصر هوقتل للنص و نسيان للعالم، أما تناول النص وفق منظور ثقافي فيسهل عملية الفهم لمراميه ومقاصده ويضعه ضمن سياقاته التي ولد فيها.