Résumé:
عدّل الدّرس الأسلوبيُّ المعاصر بما هو منوال نظريٌّ إجرائيٌ تحليليٌّ واختصاص هجين يمتح من جميع الحقول المعرفيَّة المتاخمة لحدوده خدمةً لأغراضه وأهدافه مفاهيمَ الأسلوب والعدول بأبعاده التركيبية والبيانية، على اعتداد أنّها مقاييس كفيلة بضبط شروط الوظيفة البلاغيَّة التي عولجت تاريخيا داخل الجهاز النظري البلاغي القديم على أنّها خصّيصة شكلية نصيّة تتوافر في الخطاب التداولي الإقناعي والخطاب التخييلي الجمالي معا. و بناءً على هذه الأسس البلاغية التي لم تعد تُلتَبسُ بالمنظومة الأسلوبية وقضاياها، أعاد الخطاب النقدي الجديد فتح أضايير تلك الدّوال الواصفة والموصوفة وتحيينها، بكونها إوّاليات شكليّة، و أدوات تحليليةً فعّالةً تستجيب لبعض الشروط العلمية ومرتكزات النظرية الأدبية المعاصرة التي تجاوزت الإطار الفلسفي والإطار السياقي الخارجي متجهة نحو اللغة لاستبطان الوظيفة الأسلوبية بأبعادها التأثيرية والتعبيرية مركزة على دور القارئ الحاسم في بَنِيَنَةِ المقاصد السطحية والعميقة للنّص الأدبي وإنجاز أدبية المعنى الأسلوبي الذي تتقاسمه تلك العلاقة التفاعلية التي تقيمها القراءة الأسلوبية مع تلازم الخصائص اللغوية و الخصائص الأسلوبية المؤطرة لكلية العمل اللغوي الأدبي. وتأسيسا على ما تقدم ذكره، سيتجه مسار هذه الدراسة لرصد طبيعة جملة من المصطلحات والمفاهيم وبعض الأنساق النظرية من زوايا البحث اللغوي البلاغي القديم وأنحاء المنظور الأسلوبي المعاصر