Résumé:
تمثل قيمة الهوية في أطروحات الثقافة الجزائرية المعاصرة هاجسا مركزيا يمثل أهم القضايا التي تناولتها الكتابات الأكاديمية والكتابات الإبداعية على حد سواء وترتبط هذه القضية بمسألة اللغة مباشرة لكون هذه الأخيرة تمثل بؤرة التوتر الثقافي في الجزائر . ويتمثل الهدف الأول من هذه الدراسة في البحث عن مدى أحقية هذه المسألة هل الإنسان الجزائري يعيش سؤال الهوية ؟ وهل اللغة تمثل لديه مضمون هذا السؤال ؟ فالبحث يستجيب عن هذا التساؤل ويركز على مدى نجاح الخطاب الروائي في الطرح لهذه القضية إذا اعتبرنا مسألة الهوية قضية ناضل من أجلها فئات جزائرية والكشف عن كل الوسائل والأساليب الخطابية المنتهجة في تمرير ذلك الخطاب ثم المرجعيات والإسنادات الفكرية والمعرفية التي يتكئ عليها المثقف الجزائري في تبليغ تلك القضية أي بلغة القانون تلك المرافعات من أجل إحقاق هذه القضية.
وبما أن تداعيات الهوية لا تبقى محصورة في صعيدها الثقافي فإنها لا تقبع في ساحة الصراع السياسي فحسب بل تنعكس على ميادين المجتمع الجزائري بكامل أطيافه وتشكيلاته من حيث أن السياسي يقوم بإثارة كل ما هو اجتماعي عبر الوسيط الثقافي المتغلغل عبر شتى أشكال الخطاب الأكاديمي والخطاب الإبداعي ، ولعل أشهر خطاب إبداعي يؤثر في تلقيات المجتمع هو الخطاب الروائي . والرواية الجزائرية كانت الحامل والمحمول لكل هواجس الإنتلجنسيا الجزائرية وعلى رأس تلك الهواجس هاجس الانتماء الهوياتي لدى المثقف الجزائري من خلال محطات صادمة للوجود الجزائري تعرضت لها مجتمعات الأمة الجزائرية عبر تاريخها الطويل . ونستخلص أن النظر إلى تاريخ المسألة هنا يمكن إلى حد عرضها بما يخدم الدراسة من أجل استكشاف تطورها على الأقل في الحقبة الحديثة أي العهد الكولونيالي وفترة الإستقلال مما سيتيح للباحث قراءة جوانبها التاريخية وربط بما هو سياسي أي كيف نظرت الدولة إلى هذه المسألة ، وكيف تعاملت معها وكيف كانت المعارضة الإيديولوجية آنذاك وحاليا في نظرها لهذه المسألة او استثمارها لصالح كل ماهو سياسي .