Résumé:
شغلت الثّنائية النّصّ والخطاب الكثير من الدّارسين المحدثين والمعاصرين بسبب تعدّد آلياتهما المعرفيّة والمنهجيّة، حيث ينساق طرف إلى تعريف كلّ منهما بوضع فوارق واختلافات بينهما، وانجذب طرف آخر إلى المساواة بينهما ولو من زاوية واحدة مع اعتماد كلّ طرف على منطلقه، وفلسفته، وأيديولوجيته، وبيئته.وقد حاول نخبة من النّقاد الجزائريين السّيطرة على النّصّ واستيعابه، وإعادة صياغته من جديد في مستوياته الثّلاثة: الأصوليّ العربيّ القديم، والانتقاليّ الغربيّ، ثمّ الإبداعيّ.
من هنا كان اهتمامنا بالمعاصر منصبّا على كتابات حبيب مونسي الّتي رأينا فيها مجالا يحتاج للدّراسة فتولّدت لدينا فكرة الموضوع وكان عنوان الأطروحة :" ثنائية النّصّ والخطاب في المدوّنة النّقديّة لحبيب مونسي دراسة في ضوء نقد النّقد" والّذي قدّمناه في مدخل وثلاثة فصول، تناول المدخل النّصّ والخطاب في الثّقافتين العربيّة والغربيّة، أما عن الفصول فالأوّل خصّصناه للنّصّ من منظور مونسي، والثّاني الخطاب من منظور مونسي، والثّالث جعلناه للقراءة والتّلقّي من منظور مونسي مع احتواء كلّ فصل على مباحث ثمّ ختمنا البحث بخاتمة.
تهدف إشكالية البحث إلى استقصاء معالم الثّنائية في نقد حبيب مونسي ، فهي محاولة لقراءة في أعماله من منظور نقد النّقد محاولين بذلك طرح الإشكاليّة الأساسية المتمثّلة في موقع أعمال حبيب مونسي في لسانيات النّص، وإذ ذاك نحاول أن نطرح مجموعة من التّساؤلات المترتبة عن هذه الإشكالية وهي: ما مفهوم كلّ من النّصّ والخطاب عند مونسي؟ وما مدى تجليهما في كتاباته النّقديّة؟ وما معنى القراءة عند مونسي؟ وما هي خلفيّة مونسي النّقديّة؟ وفيم تكمن أهدافه النّقديّة؟