Résumé:
لقد عرف النقد الأدبي الحديث و المعاصر مجموعة من المناهج النقدية و التي بدورها شهدت توسعا و انتشارا كبيرا كالمنهج البنيوي و السيميائي و الاسلوبي، التي استطاعت ان تفرض نفسها على الساحة النقدية و الادبية ولا يخفى علينا ارتباط هذه المناهج باللسانيات و الدارس لها يلاحظ انها استمدت أصولها و مبادئها من مجموعة من الحقول المعرفية العديدة أهمها اللسانيات حيث تأثر النقاد الغربيون بأطروحات سوسير عبر كتابه " محاضرات في اللسانيات العامة " حيث تعتبر بمثابة مرتكزات أو مقدمات نظرية استثمرتها المناهج النقدية المعاصرة على غرار السيميائية . وقد استغلت ما توصلت اليه الالسنية و ما حققته في مختلف العلوم و المعارف .و لم تنبثق هذه المناهج في الفكر الادبي و النقدي و في الدراسات الانسانية فجأة بل كانت لها ارهاصات عديدة . و ما يهمنا هنا هو علاقتها باللسانيات و اثر هذه الأخيرة عليها ، و ما نلاحظه ان أفكار دي سوسير كانت بمثابة المنطلق للبنيوية و مختلف توجهاتها و ذلك عبر مجموعة من الثنائيات المتقابلة التي جاء بها و التي يمكن عن طريقها وصف الأنظمة اللغوية . و كان من ثمار تطور الدرس اللساني أيضا ظهور تيارات نقدية كثيرة منها الاسلوبية و مؤسسها شارل بالي و هو أحد طلاب دي سوسير و من الذين جمعوا محاضراته الشهيرة التي تتعلق باللسانيات . فلا ريب إذا ان نقول أنها اسلوبية لسانية و فن من أفنان شجرة اللسانيات . دون ان ننسى المنهج السيميائي أيضا و ترابطه الشديد بالألسنية بحيث نلاحظ أن جل الباحثين اتفقوا على أن المشروع السيميولوجي بشر به سوسير و استمدت السيميائية أصولها من اللسانيات و تفرعت باعتبارها منهجا للتحليل و كل هذا و غيره يختصر ما تطرقت اليه في الفصل الأول من بحثي و ما استخلصته .أما الفصل الثاني فكان عبارة عن دراسة تطبيقية لمجموعة من المدونات النقدية المعاصرة المتعلقة بالمناهج النقدية المعاصرة و علاقتها باللسانيات.