Résumé:
- أن المتنبي ما هو إلا نتاج مجتمع مختلط الأجناس، متصارعها ، يتقاتل بعضها بعضا من أجل الحكم، و في خضم هذا السياق، اضمحل العنصر العربي ليستأسد بدلا منه العنصر التركي و الذي أحكم قبضته على السلطة في البلاد العربية، فاستبد و اضطهد الشعب و بدد أموال الدولة .
- تجلت القصائد المدحية عند المتنبي عبر ثلاثة محاور كبرى، أولى هذه المحاور هو مدحه لذاته فالشاعر لم يبخل على نفسه بالفخر، و أي فخر إنه تعظيم و تقدير للذات، المكتملة هذه الذات فهو الفارس المغوار، و الشاعر المجيد، و العالم بأمور اللغة و خباياها، ثم مدحه لممدوحيه ، على اختلالهم و تنوعهم، و مع ذلك فهم يشتركون في نقطة واحدة، و هي اختلالهم مقاما مرموقا في المجتمع، فنجدهم إما أمراء أو رؤساء قبائل، أو وزراء أو قواد جيوش أو قضاة و المتنبي لم يكثف بمدحهم فحسب بل عمل على تعظيمهم و توحيدهم، و رفعهم إلى منازل لا يبلغها النشر فقالو النجوم علوا، و الشمس شعاعا و البحر شساعة، و البشر قدرة.
و آخر هذه المحاور هو مدحه للقومية العربية الأصلية ، حيث جعلها متفوقة متميزة و ذلك بعد أن تشبع بالقيم، و سمع حكايات العرب و بطولاتهم و تاريخهم الحافل بالأمجاد و الانتصارات، و إن كان بعض الدارسين يذهبون إلى قوة الشعور القومي عند الشاعر قد تحولت إلى عنصرية واضحة اتجاه غير العرب، مستشهدين على هذا الزعم بقصائد كافور.
- جاءت القصائد المدحية عند المتنبي بلغة متميزة و من سماتها الطاغية المبالغة و الغلو إذ يقول فيه ابن رشيق :
" فإذا صرت إلى أبي الطيب، صرت أكثر الناس غلو و أبعدهم فيه همة حتى لو قدر ما أخلى منه بيتا واحدا "
و إضافة إلى الغلو عمد المتنبي إلى الطباق و المقابلات و إلى التكرار خاصة، و يختلف الدارسون حول لغة المتنبي منه يرى أنه متصنع يتكلف في لغته و يتوسل الغريب الشاذ، و منهم من يرى أنه مطبع يؤثر على المعنى على اللفظ.
أما فيما يخص الصورة عنده، فنجده أنه اعتمد التشبيه بصورة لافتة ، و أنه قد استقى صوره من الواقع و التراث و إضافة التشبيه، و انتشرت الاستعارة في شعره انتشارا واسعا، و أردفها بالكناية طلبا للإيحاء و نقلا للمعنى غير مباشر.