Résumé:
إن لكل من مدرسة من مدارس الأدب المقارن اتجاه خاص بها إلا أن المدرسة الفرنسية كانت أقدم مدارس الأدب المقارن، و أولها و أقواها أثر، التفوق، قدمت هذه المدرسة رؤية منهجية تقوم على مجموعة من المبادئ التي رأتها ضرورية لأي بحث مقارن و تجلى ذلك في جهود الرواد الأوائل و من جاء بعدهم، و قد نادوا بدراسة علاقة التأثير و التأثر بين الأدب الفرنسي والأدب الأوروبي في نظرة إلى الأدب المقارن و في منتصف الثاني من القرن العشرين تعرضت هذه المدرسة (المدرسة الفرنسية) لانتقادات لاذعة من داخل فرنسا و من خارجها، فقد سماها البعض بمدرسة القديمة الطراز كما دعاها البعض مدرسة مختلفة تعجز عن مواكبة العصر و متطلباته، و كان على رأس المنتقدين إيتامبل الذي سدد سهام نقده صوب "غويارد" من أعلام المدرسة الفرنسية حيث اتهمه بالعصبية و الانغلاق على الذات، أعلن "ويلك" في مقاله المعنون "بأزمة الأدب المقارن" معارضته للاتجاه الفرنسي للأدب المقارن، ذلك لأنه كان يرى المدرسة الفرنسية منبثقة عن التيار الشكلاني السائد على القرن على تيار النقد الأدبي، كان ويلك ينتقد المدرسة الفرنسية مرارا و تكرارا لأنها حسب رأيه صرفت نظريتها عن الأدب و الجمالية و الفن و استيقظت اهتمامها في قضايا هامشية لا تمت إلى الأدب المحض بصلة، و هكذا وضع ويلك أسس مدرسة جديدة في الأدب المقارن اشتهرت بالمدرسة الأمريكية.
و في العشرينات من القرن العشرين إنشاء كراسي للأدب المقارن في الجامعات الألمانية، حيث تعرضت النظرة إلى علم التاريخ فلم يعد وضعيا كما هو الحال عند علماء التاريخ أوروبيين في القرن الثامن عشر و القرن التاسع عشر، و لم يعد حتميا كما كان لدى الماركسية، و إنما أصبح الفرد يساهم في صناعة التاريخ من خلال تفاعله مع تلك الأحداث حيث اتجه أصحاب هذا النسق إلى التركيز على المتلقي، قد أخذ على الاتجاه الفرنسي عدم تحديد أصحابه للفرق بين التأثير و التقليد و تجاهلهم لمستويات التأثر.