Résumé:
كما استجلبت إلينا تكنولوجيا الإعلام والاتصال الكثير من المنفعة والتمكين، واستحدثت مختلف أنماط التواصل والتثقيف وأثرت على كيفية وكمية تلقي المعلومات وتبادلها وإنتاجها، إلاّ أنها أيضاً تطرح أمامنا تحديات تفرض علينا التفاعل معها ضمن منظور أخلاقي وقيمي جديد، فأثرها السلبي يطال مختلف الأوضاع، ويمتد ليشمل المساس بحق الفرد في حياته الخاصة وفي انتهاك الخصوصية الفرية للمجتمعات.
وفي هذا الإطار تأتي دراستنا التي تبحث عن حضور الواقع -الذي تمثله القيم والمبادئ التي تعبّر عن خصوصية المجتمعفي الافتراض -استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي (الفيسبوك)-، ويتحدد جانبها النظري الذي يجمع بين نظرية الحتمية القيمية ومنظور الاستخدامات والاشباعات لتفسير الظاهرة.
معتمدين في ذلك على أسلوب بحثي جديد (منهج الاثنوغرافية الافتراضية أو الاثنوغرافية الرقمية) يتماشى وطبيعة البيئة الافتراضية، القائم على الملاحظة بالمشاركة ورصد المحتوى الرقمي ووصف أنماط تفاعلات المستخدمين واستهلاكهم للثقافة الالكترونية في المجموعات الافتراضية بالاستعانة بأدوات الناثنوغرافيا كالمقابلات على الخط، الجماعات البؤرية، الاستبيان الالكتروني.
ويمثل أفراد المجتمع الجزائري المستخدمين للفيسبوك المجتمع الكلي للدراسة بينما مثلت الكيانات الافتراضية على الفيسبوك المختارة، والمبحوثين الذين أجابوا بطريقة قصدية أو عرضية على أسئلة المقابلة على الخط والاستبيان الالكتروني، العينات البحثية للدراسة خلال فترة زمنية محددة.
لنتمكن من الخروج بتقرير اثنوغرافي يصف اختلاف مفهوم الخصوصية لدى أفراد المجتمع الجزائري حسب مرجعية الدين الإسلامي، القانون، الأخلاق والوضعيات الاجتماعية، والمرجعية التكنولوجية، وأنهم يستخدمون الفيسبوك ويتفاعلون من خلاله بأنماط وأشكال مختلفة حسب أجناسهم، أعمارهم ومستوياتهم ووضعياتهم الاجتماعية ويتعاملون معه على أساس كيان اجتماعي واقعي يتأثرون به من خلال الممارسات الجديدة ويؤثرون فيه من خلال التراكمات السوسيوثقافية المنتجة داخل هذا الفضاء الافتراضي.