Résumé:
إن كل مدینة في التاریخ الانساني صنعت علاماتھا ولغتھا، وكتبت ورسمت حیاة وتاریخ
المجتمع المحلي على الجــدران، فالممارسة الجداریة كممارسة سوســیو ثقافیة ھي ملامح
المدنیة،في نتاج ثقافي لتجارب فردیة أو مجتمَعِ یَّة، وھي خلاصة إرھاصات الزمان والمكان
في صورة تعبیریة یتحرر فیھا أصحابھا من سطوة الإملاءات، لإحداث ثورة المكبوتات
والمكنونات على الطابوھات: الممنوعات والمحرمات.
لقد صار الجدار الیوم یلعب دوراً تواصلیا وإعلامیا في الحیاة المجتمعیة والسیاسیة، لقد صار
لھ صوت ناطق بما یُد َ و َّ ن ُ فیھ، وتحول الى مساحة حرة للتعبیر عن رأي أو فكرة أو موقف أو
حتى ھموم جماعیة أو فردیة وأصبح منافساً للصحافة الاعلامیة الرسمیة المكتوبة
والمطبوعة، بل إنَّھُ أضحى یُعَ دُ إعلاماً موازیا و بدیلاً ، وعلى الرغم من الانفتاح الذي میّز
ھامش الحریات والإعلام في الجزائر، والثورة التي أحدثتھا التقنیات الجدیدة في الاعلام
والاتصال، وتحسن المستوى التعلیمي الذي من شأنھ تمكین العدید من الشباب من التحكم
الأفضل بھذه التقنیات، ھذه العوامل التي تحصر نظریا ظاھرة الكتابات الجداریة كممارسة،
لا یزال الشباب یعودون إلى أقدم وسیلة للتعبیر والتي توصف بأنھا بدائیات التعبیر والتواصل