Résumé:
تأتي هذه الدراسة ضمن الدراسات الأدبية التطبيقية وقد اتخذت من مادة الدراما الشعرية عند ايليا ابي ماضي ميدانا لها، واستخدمت المنهج الأسلوبي البنائي الذي يتخذ من لغة الحوار محور الدراسة الركيز، بغية الكشف عن عالم الشاعر واستكناه تجربته الشعرية.
وسعت الدراسة إلى الولوج إلى عالم البنية الدرامية عند أبي ماضي، فعمدت الى وصف وتحليل العمل الدرامي الذي هو نتاج مجموعة من الأركان الأساسية والمتمثلة في: الحدث، الصراع، الشخصيات والحوار.
إن الجماليات التي تتبدى في شعر إيليا أبي ماضي والتي تأسر قلوب متلقيه وتستبد بإعجابهم، إنما هي وليدة الاتجاه الدرامي، فالنص الشعري الحداثي لا يعالج عادة موضوعا محددا، وإنما يعالج تجربة روحية أو نفسية أو اجتماعية أو كلها معا.
فالبناء النصي لا يعتمد على تقديم أسطورة أو رمز تراثي سابق، يستلهمه الشاعر ويضع حالة موازية له، ولكن النص يعتمد بناء قصة تتمحور حول إعادة البناء التراثي لرصد مشاهد الحيرة والقلق وطلب المستحيل، وهي السمات التي يتميز بها الإنسان المعاصر وبالتالي فإن الميل عند الشاعر قد يدفع بالنص الشعري إلى أن يكون نص تجربة لا نص موضوع. مما أدى به إلى تجاوز ثنائية الذات والموضوع وتجاوز الشعور المعهود.
لقد أبان البحث عن قدرة أبي ماضي على استغلال عطاءات اللغة من حيث أصواتها وتراكيبها في التعبير عن عالمه وتجسيد تجربته الشعرية، وأن يكسب شعره حيوية وفاعلية وقدرة على التأثير في الآخرين.