Résumé:
لطالما كانت الفنون التشكيلية مرآة تأبى الانكسار لثباتها على مبادئ تخدم التاريخ الإنساني وتحافظ على مقومات ومزايا كل الثقافات الإنسانية ،فهي مرآة تتعدد فيها الهويات تعددها في الواقع لذلك نالت نصيبا مفروضا بين حماة الهوية الثقافية لمساهمتها في نقل تفاصيل وملامح حضارات طمست معالمها فأصبح لا يخفى على أي كان دور الفنون التشكيلية في رسم وتحديد كل ماهم عليه من لباس وعمران ومعتقد .هذا الدور الذي يخدم الكل ماعدا المتجردين من هوياتهم والمعمي على قلوبهم ،من يطمعون لمحي معالم الحضارات التي أبت أن تقاوم لتبقى تتنفس في كتب التاريخ ورسوماته، من اجل هذا كانت الفنون التشكيلية ومازالت فريسة تحارب بوسائل اتفق الجميع على دناءتها وتجردها من الإنسانية كالاستعمار الذي لم يكن يوما مدفوعا بروح الاعمار والتعمير بل لم يخيب في إظهار وجهه القبيح أحدا كما فعلت فرنسا في الجزائر مع أهلها وخاصة فنانيها ،أو بوسائل اختلف فيها البعض وحتى من هم أولىبمعرفة ما خلف قناعها مزيف الجمال ،كالعولمة التي تستهدف الناس في منازلهم وتستهدف كلا في اختصاصه كالفن الذي أعطته مفهوما حديثا ذا صبغة واحدة مجردة من مقومات الهوية جميعها وخاصة الدين ،لدعوتها إلى عالم علماني يفصل الدين عن مختلف مجالات الحياة ومن بينها الفنون التشكيلية .هذا بالإضافة إلى أساليبأخرى استعملت بغية القضاء على الهوية الثقافية في الفنون التشكيلية وهما مصطلحان مألوفا التعريف الاستشراق والاستغراب الذين ينطلقان من ويصلان إلى نقطة واحدة هي خدمة الاستعمار .كل هذا لم يجد طريقه لعقول وقلوب بعض الفنانين الجزائريين قلوب تنبض بجزائريتها وعروبتها وإسلامها لدرجة وجدت طريقا إلى قلوب المستشرين الصادقين ليصححوا وجهة بوصلتهم وأسلحتهم الفنية نحو عدو واحد هو محاربو الهوية الثقافية