Résumé:
تتغير المفاهيم بتغير الزمن فتتحول بذلك استعمالات ودلالات هذه المفاهيم
والاصطلاحات، حيث تتأقلم مع العصر ومع مفرداته، ولكن يبقى هدفها الإجرائي واحد هو
خدمة الباحث والقارئ ..فمفهوم المكتبة قد شهد هذا التغير، فبعد أن كان مفهوم المكتبة
يُختصر في الحيز المكاني للحفظ والتخزين، وكذا تنظيم المادة المكتبية لتكون مركزا لتنمية
مستوى المستفيدين العلمي، لكن هذا لم يدم طويلا على ساحة المعارف المكتبية كون الزمن
يتطور والمستفيد تتغير عقليته بتغير هذا الزمن، والمعلومات تتضخم فما كان على
التكنولوجيا إلا أن تكون الوسيط للتحكم في المتغيرات التي طرأت على المهنة المكتبية
لتيسر الطرق بأسرع وأقل التكاليف لتدخل المكتبة من الشكل التقليدي إلى الشكل
التكنولوجي الذي جعلها أكثر اتضاحا وأكثر طلبا ، وبهذا كان لزاما على هاته المهنة أن
تختار ما يناسبها من أدوات وكوادر بشرية وتجهيزات لتصل لأهدافها التقليدية بطرق
تكنولوجيا حديثة، وهذا لا ينفي أن كون هذا التطور قد أطفئ شعلة المكتبي بل عكسا لذلك،
قد أشعل مصابيح العلم والتقنية والحداثة على ذات الشخص حتى يتسنى له أن يأخذ عدة
ألقاب تتعارف باسم – المكتبي المعاصر- مهندس معلومات- أخصائي مكتبات ومعلومات
بعد أن كان حارسا للمكتبة والكتب وبالتالي فإن تغير دور أخصائي المكتبات نابع من تغير
هيكلة أوعية المعلومات التي كانت تقاس برصيدها إلى الهيكلة الحديثة التي توصل المعلومة
بأي طرق من وسائل الاتصالات الحديثة وبعد ان كانت المهنة المكنة المكتبية مقتصرة على
الخدمات الفنية من فهرسة وإعارة..حتى تحولت إلى أخصائي معلومات يتقن التعامل مع
مختلف وسائل التكنولوجيات الحديثة وهذا ما أضاف للمهنة المكتبية سرعة وجودة في تقديم
المعلومة للمستفيد و للمكتبي على حد سواء.
ومن خلال هذه الدراسة التي قمنا بها سوف نتطرق إلى كيفية تأثير تكنولوجيا المعلومات
على المهنة المكتبية والتي تضمنت مقدمة و أربع فصول والفصل الأول التمهيدي بعدها
فصليين نظريين وفصل تطبيقي، حيث تطرقنا في الفصل التمهيدي إلي الجانب المنهجي و
المفاهيمي لدراسة، تطرقنا فيه إلى التعريف بموضوع الدراسة ومشكلتها وأسباب اختيار
الموضوع وأهميتها والأهداف التي سعى إلى تحقيقها، و المنهج المستخدم في الدراسة كما
حددنا مجتمع والعينة المعتمدة في الدراسة و الأدوات المعتمدة لجمع البيانات مع تطرقمقدمة
للمفاهيم الأساسية للدراسة وكذلك الدراسات السابقة ذات صلة بالموضوع، أما الفصل الثاني
فجاء تحت عنوان مدخل عام للمهنة المكتبية وتناول ست عناوين رئيسية، الأول بعنوان
مفهوم المهنة المكتبية ثم يليه التالي بعنوان التطور التاريخي للمهنة المكتبية ثم الثالث
المفاهيم الحديثة للمهنة المكتبية في ظل التطور التكنولوجيا ،ثم الرابع التشريعات القانونية
المكتبية في الجزائر ثم يليه الجمعيات المهنية في مجال المكتبات والمعلومات كعنوان
خامس بعده وسادسا مستقبل المهنة المكتبية ،أما الفصل الثالث جاء تحت عنوان: اثر
تكنولوجيا المعلومات على المهنة المكتبية وتضمن خمسة عناوين رئيسية، الأول تضمن
مفهوم تكنولوجيا المعلومات الحديثة وتطورها .بعدة مجالات تطبيق تكنولوجيا المعلومات
على المهنة المكتبية ثانيا ومهارات أخصائي المكتبات في ظل تكنولوجيا المعلومات ثالثا،
يليه أثار استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات على العاملين رابعا، و كعنوان خامسا
و أخير تحديات الانترنت لأمناء المكتبات .
أما الجانب الميداني فقد جاء في الفصل الرابع والأخير حيث قمنا فيه بتوزيع الاستبيان على
العاملين بمكتبة جامعة عبد الحميد ابن باديس وتحليل الاستبيان ووضع نتائج الدراسة
وأخيرا خاتمة عامة حول موضوع الدراسة