Résumé:
مسرح الحياة الاجتماعية فضاء عميق من التفاعلات والمشكلات والصراعات التي قد تصيب الإنسان المعاصر نتيجة محاولة اعتلائه نموذج الفردانية والحياة الفاضلة، لذلك يسعى الفرد دائما نحو إيجاد الأفضل لمواكبة الحياة العصرية و ملازمة التطورات التقنية الحديثة التي تستجيب لاحتياجاته وتحقق رغباته المتعددة ومن أبرز الحاجات التي لجأ إليها و لقيت إقبالا واستحسانا من قبله هي وسيلة"الميديا الجديدة " بمختلف تطبيقاتها و مواقعها المستحدثة، والتي استقطبت فئات المجتمع ككل بعدما أصبحت متاحة للجميع دون قيود أو صعوبة في الاستخدام، فاستقرت مكانة الميديا الجديدة في حياة الأفراد وخاصة فئة الشباب الجامعي كحتمية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، ونظرا لما تتوفر عليه من ميزات كالتفاعلية وسرعة إيصال المعلومات والتحرر من قبضة الرقابة تحولت بذلك إلى فضاء سيبيري يحقق القناعات ويلبي الحاجات ويبرز الدوافع و يصنعالحرية للتعبير ويجمع التواصل ويوحد المجتمعات ويقرب المستحيل و البعيد وكل هذا جعل فئة الشباب ينجذب لها دون تردد أو خوف من استخدامها لأنها ببساطة حولت الشاب المهمش بنقرة الإبهام إلى عالم العوالم والفضاء الغير المنتهي، إن هذا الوافد التقني الجديد قام باحتوائه و أشعره بالألفةو الطمأنينة بالاندفاع والتمرد على الواقع نتيجة الصورة الافتراضية الجميلة التي صار يعيش فيها الشباب.
وباعتبارفئة الشباب الفئة الأكثر تأثرا وتأثيرا وإقبالهم على كل ما هو جديد خلق حالة من الابتعاد عن مؤسسات المجتمع وعزلته الغير مباشرة وممارسة الانسحاب الاجتماعي للهروب من ضغوطات الحياة اليومية وطغيان مشاعر اليأس وعدم الأمن اتجاه ما يطمحون لتحقيقه وقلقهم اتجاه مستقبلهم وشعورهم أنهم يتجهون نحو المجهول والضياع وبذلك تحولت الميديا الجديدة لذلك الرفيق شديد الحضور بالحياة اليومية للشباب الجزائري عموما والجامعي خصوصا،و الذي يطمح من البيئة الافتراضية وما تحمله من امتيازات أن تعوضه ما فقده أو الذي لم يجده في بيئته الاجتماعية، لذلك ستبحث هذه الدراسة عن دور الوسائط الالكترونية الجديدة في مساهمتها نحو تجسيدمظاهر الاغترابلدى الشباب الجامعي و أبعاده على المستوى النفسي، والاجتماعي، و السياسي، و الثقافي.