Résumé:
عرف الطب في العقدين الأخيرين تقدما مبهرا في كافة فروعه وتخصصاته، نتيجة للتطورات العلمية الكبيرة في شتى مجالات الحياة ، فتطور العلوم الطبية وتقدمها ، أصبح من لوازمه الخطورة والتعقيد ، مما أدى إلى كثرة الأخطاء الطبية و ، التي ساهمت بدورها في ظهور مسؤوليات قانونية مختلفة باختلاف خطأ الطبيب ، فتقوم مسؤوليته المدنية التي تعتبر ذات طبيعة عقدية كمبدأ عام ، وتقصيرية في حالات استثنائية، إذا أحدث فعله ضررا للمريض مما يستوجب عليه التعويض ، كما تقوم مسؤوليته الجزائية إذا اعتبر فعل الطبيب على أنه فعل إجرامي ، إضافة إلى قيام مسؤوليته التأديبية إذا خالف واجبا من واجباته المهنية المفروضة عليه .
وترتبط حساسية العمل الطبي باتصاله مباشرة بجسم الإنسان ، مما يقتضي ضرورة التوفيق بين حماية المريض من الأخطاء الطبية وضمان توفير العناية الطبية الازمة له ، هذا من جهة و ، من جهة أخرى ضرورة العمل على توفير الحرية والطمأنينة الازمة للأطباء ، في معالجة مرضاهم من أجل ممارسة عملهم في جو من الثقة والارتياح