Résumé:
لا شك فيه إن بنية اللوحة التشكيلية المعاصرة في الجزائر تسير وفق مدارس الحداثة وما بعد الحداثة، والتي انبثقت عن عدة نظريات فلسفية أبرزها نظرية " الفن للفن "، وهو ما أدى إلى حدوث أزمة في التلقي بالنظر إلى الميولات الغامضة للتشكيلي وذاتية التجربة البصرية، فالفنان يرسم لأجل الرسم قصد إثارة المتعة مع إهمال الموضوع في بعض الأحيان ومنه عدم الاهتمام بالبلاغة التشكيلية ومقوماتها من شبه ومحاكاة ومختلف القيم التشكيلية.
وبغياب أدوات محددة ومعينة لتحليل العمل الفني المعاصر الذي لا يحمل على العموم رسالة محددة وواضحة و هو ما ترتب عن ذلك وجود هوة ما بين المتلقي والعمل الفني، وهذا لما تمثله بنية اللوحة التشكيلية من مربط الفرس في عملية تلقي مختلف الرسائل البصرية التي يحويها العمل الفني .
في ظل هذه الاضطرابات لم تتخذ الجهات الوصية في ميدان الفنون عامة من معاهد وجامعات وجمعيات ثقافية وما إلى ذلك بصفتها الطرف الرئيسي في إنجاح عملية التلقي أي إجراء فعلي ضمن المناهج الدراسية المسطرة قصد وضع خطة دراسية تتضمن إبراز وإعطاء طرق تحليل الأعمال الفنية المعاصرة وكيفية كشف مضامينها من خلال القيم التشكيلية المتضمنة داخل العمل الفني نفسه، وهو ما ينتج عنه اكتساب فكر فني بصري معاصر.
ا