Résumé:
العمل الأدبي أقسام: قسم منه يتمثل في العمل القصصي، والذي يتميز هو الآخر بحضور شخصية أو أكثر من شخصية داخلية كالحكاية بأنواعها والقصىةبأضربها والرواية بأقسامها والفن التمثيلي على تنوعه، فكل هذه التقاليد الأدبية وعلى اختلاف أجناسها تكون فيها تموجات حركة النص بماعية الزمن، ولذا كان إلزاما على القارئ إدراك ماهية زمن الحدث. وهنا يتشكل لدينا وينتج ما يسمى بالسردية النصية، وحين نعقد قرانا بين هذه الأخيرة والعمل الأدبي فسيتولد أو ينتج تجربة حقيقية هي التجربة الإبداعية للرواية، مما يفضي إلى إنتاج رواية جديدة تستطيع أن تتحرك من خلال الدولاب الزمني على نحو:المسرح، القصة، الحكاية... وهلم جرا.وعندما تصبح هذه التجربة الإبداعية الجديدة هي علاقة واحدة وموحدة حاضرة بين تلك الأجناس الأدبية متجاوزين لغة المجاز والخيال الفني، بحثا عن الخطاب الإقناعي الذي تدركه الذات، أي أن الإنتاج الإبداعي الروائي هو ذلك الحس الشعوري واللاشعوري المستمر الذي يعمل على إعادة بعث الحياة وقراءتها من جديد وفق معطياتها-متطلباتها- فهي إنتاج جديد للحياة، لكن بشكل يتصف بدقة أكبر وتركيز أكثر.وحينها يمكن أن نقول أصبح النص الروائي بطرحه هذا يتوجه توجها علميا أكثر منه أدبي، مما سيحيلنا إلى مقولات النقد الواقعي.وهذا ما أصبح يميز الرواية الحديثة، حيث امتزج فيها الفن بالواقع بعيدا عن الأسطورة، والذي بات يمارس قطيعة إبستمولوجية مع الحياة الأدبية الإبداعية.وهنا يمكننا أن نقول أن العمل الإبداعي الروائي الحديث تجاوز كل الفنون الشفوية القديمة بما فيها الملحمة، الأسطورة، الإلياذة...فالرواية الحديثة هي شكل أدبي جديد، لكن هل هي فعلا كما قيل وليدة الطبقة البرجوازية؟
وحدة العمل الفني في الليالي العربية لا تقررها رغبة شهرة زاد بل هي نتاج العمل الفني ذاته، فرؤية الفنان الصحيحة تكمن في إخراج العمل الفني في حلته أو شكله النهائي ولا يتجسد هذا إلا إذا كان للنص وحدة دلالية وتجسيد أو تمظهر هذه الأخيرة مرهون بتفاعل المتلقي مع النص أي تفعيل الثنائية (النص/المتلقي) هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد هذا الجنس الأدبي-الحكاية- هو نافذة تتطلع على رؤى نصية أخرى وتمثل همزة وصل بينها وبين مضامين نصية أخرى حساسة كالعلاقات الإجتماعية والسياسية (نظام الحكم) والبيئة الثقافية (درجة الوعي – المقروئية) والتكوين الإقتصادي...،بمعنى أي عمل فني إلا وهو نابع من واحدة من تلك المضامين المادية، وما السرد إلا منهج استطاع أن يمتلك القدرة على تجميع مختلف الأجناس الأدبية الأخرى دون الإقتصار على جنس واحد، وذلك كونه نمط من أنماط الخطاب.
فالقاص يحكي ويستدرج ما مضى سواء تعلق ذلك بسرد حوادث أوعرض تجارب شخصية ترتبط بواقع بيئته، فيكون السرد حينها الطريقة أو السبيل الذي ينتقيه السارد ليصل به ويقدم الحدث إلى المتلقي في صورة حكاية.
ال