Résumé:
لقد تجاوز النّقد الثّقافي الرّؤية المسيطرة على النّقد الأدبي والتي تجعل من الأدب خطابا محصورا في البلاغية والجماليّة، وقد أتى إلى السّاحة الأدبيّة والنّقديّة بنظريّة تنتقد الاستهلاك الأدبي البحت للنّصّ، أي تهتمّ بالقبول القرائي لخطاب ما، إنّه ذلك النّقد الذي يتساءل عن مدى المقروئيّة التي يحظى بها خطاب ما أو ظاهرة ما، وهو كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي الجمالي، وإذا كان هذا النّقد تحتكره الثّقافة الغربيّة فإنّ هذا لا يعني أنّ الثّقافة العربيّة قد خلت منه، ومن هذا المنطلق تسنّى لي إقامة بحثي حول هذا الموضوع والذي عنونته بــ" مقاربة ثقافيّة في الخطاب الشّعري العربي المعاصر"، حيثأردت من خلاله أن أبحث عن الأنساق الثّقافيّة-باعتبارها جوهر هذا النّقد- خلف الخطاب الشّعري المعاصر متّخذة في ذلك نموذجا عربيّا معاصرا تمثّل في تجربة أحمد مطر الشّعرية، وهذا كان باختيار منّي؛ لأنّي رأيته النّموذج الأليق للدّراسة، وبحكم أنّ قصائده حُبْلَى بالأنساق، وكونه متشبّعا بثقافة واسعة تظهر جليّا في خطاباته الشّعريّة المتميّزة.
