Résumé:
لقد انفتح الفكر النقدي العربي الراهن على الكثير من المناهج الغربية الوافدة، لمعالجة قضايا الفكر العربي، والتفكيك بوصفه أحد هذه المناهج، شهد رواجا كبيرا في التلقي العربي، أفاد منه الكثير من المفكرين العرب، لكن تبنيه بوصفه الاستراتيجية التي تضمن الإطاحة بمنظومة الفكر الثابت هو الذي صنع الازمة. في الوقت الذي يحاول فيه النقد العربي المعاصر أن يبدد الانغلاق المطلق على نصوصه، يقع في انفتاح مطلق على التفكيك باعتباره الآلية التي تحاول أن تخلخل سلطة فكر فتنصّب موقعا لها بجانبه، وبهذا يستعير الفكر العربي مقدسا جديدا. وحسبنا في هذه الورقة الوقوف عند أزمة الإجراء النقدي للمفكر "علي حرب". فالتفكيك في منظوره مشروع كامل الإنجاز، الممارسة المنفتحة على النصوص هي المخرج من الأزمة التي يراهن عليها بالتفكيك، وهنا تكمن المفارقة، ففي الوقت الذي وظف النقد الغربي التفكيك كإشكالية احتمالية غير منجزة، اتخذ منه “علي حرب" نسقا منهجيا مقفلا، فيقع في فخاخ الأوهام الإيديولوجية التي لطالما راهن على تبديدها، فالاشتغال باسم التفكيك ولأجله وهو الإشكال الذي بلور هاجس البحث على مدارهوالوقوف عند الاستراتيجية النقدية التي اعتمدها "علي حرب" في تلقيه للتفكيك هو السبيل الذي يسعفنا لتحليل وجه المبالغة فيموقفه والكشف عن الخفايا الإيديولوجية التي تحملها هذه التجربة.