Résumé:
يعتبر تناول المسائل الدينية من طرف الافراد فعل غير تقليدي في الثقافة الإسلامية، فلطالما اُعتُبر الأفراد بمثابة متلقين للمخرجات التشريعية الدينية لاسيما الفتاوى منها، وهي تُعد من إختصاص نخبة المسلمين الدارسين لعلوم الفقه الإسلامي، ومع انتشار تكنولوجيا الاتصال وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان المستخدمين التعبير بشكل معلن على أفكارهم حول المواضيع الدينية بما فيها الفتاوى وذلك عن طريق نشرها بسهولة من وراء الشاشات وبأقل تكلفة اجتماعية، غير أن الإمتيازات التي تمنحها منصات التواصل الاجتماعي قد لا تكون كافية لذلك، إذ يظل الاقتراب من نطاق المقدس فعل يخضع لضغط المعايير الاجتماعية التي تحافظ على الافكار المهيمنة وتغذي النظام التفاعلي الذي يحفظ استمراريتها داخل المجموعات الافتراضية الخاصة بنشر الفتاوى، وتبين ديناميكية التفاعلات بداخلها مدى انخراط المستخدم في تلك المنظومة المعيارية سواء يإستجابته للضوابط الاجتماعية التي تعززها وتكرس استمراريتها وتحول بذلك دون تمكنه من التفكير خارج المنظومة التشريعية الدينية، أو بإظهار ردود أفعال مقاومة لها تنحو بإتجاه تفكير مستقل.