Résumé:
يعتبر الاتصال العمود الفقري لأي مؤسسة ، مهما كان طابعها ، فمن خلاله يتم توفير المعلومات والأفكار و الأراء عبر أجزائها والأطراف العاملة بها ،تكمن أهميته في أنه المحرك الأساسي في كل العمليات الاجتماعية داخل المجتمع وداخل المؤسسة ، فهو وسيلة لخلق حركية وديناميكية للجماعات .وعلى اعتبار أن المؤسسة عبارة عن مجموعة من الأفراد منظمين في شكل قانوني بغرض القيام بمهام معينة ، فهو بمثابة همزة وصل بينها وبين العمال والعالم الخارجي ، وأي خلل في نظام الاتصال يؤدي إلى تعطيل سيرورة العمل بالمؤسسة.
شغل الاتصال اهتمام الباحثين والمفكرين في سوسيولوجيا المنظمات والباحثين في حقول الإعلام والاتصال ، فأدركوا أهمية وأثر العملية الاتصالية وفعالية أداء العاملين في تحقيق أهداف المؤسسة ورفع مستوى أداء موظفيها ودفعهم إلى القيام بمهامهم على أكمل وجه وبإتقان، ومن هنا نادى الأخصائيون بوجوب الاهتمام بالثقافة الاتصالية في عملية تنمية المجتمع ، وليس من المبالغ أن نقول أن الاتصال هو الركيزة الرئيسية والضرورية التي يرتكز عليها البناء التنظيمي في المؤسسة، كما أنه يشكل أرضية هامة يتم بواسطته توحيد النشاط التعاوني بين جميع الوحدات داخل المؤسسة ، فالاتصال الجيد يساعد على أداء الأعمال بطريقة سلسة ومنظمة وبالتالي يعود بالإيجاب على المؤسسة نفسها. فهو يعتبر أداة لتحديد الصورة العمومية للمؤسسة لدى الرأي العام والمؤسسات الأخرى المنافسة.
تعد الثقافة الاتصالية عاملا مهما من خلال تفعيل أداء العاملين في المؤسسة والعمل على تحسين مستوى العمل لديهم ، كما أن الثقافة الاتصالية بعناصرها ووظائفها تترك تأثيرا قويا على المؤسسة وأفرادها مما يسمح بمواجهة التغيرات البيئية والتحديات الصعبة التي تواجه المؤسسة. حيث تساعد الثقافة الاتصالية على إحاطة الإدارة بالتحديات التي تواجه العاملين ومقترحاتهم وشكاويهم للحد منها وعلاجها ، ويسهم في زيادة التقارير والتواصل بين الإدارة والعاملين في مواجهة المشكلات التي تتعلق بأدائهم وزيادة التقارب في وجهات النظر لديهم. بحيث تأتي أهمية ثقافة المؤسسة في كونها أسلوب لتفاعل العاملين من أجل تحسين الأداء التنظيمي ومن ثم التأثير في عملية اتخاذ القرار ، إضافة إلى ذلك فثقافة المؤسسة أو الثقافة الاتصالية تمثل القدرة على تكامل الأنشطة اليومية للعاملين لبلوغ الأهداف المحددة لهم. كما تساعد المؤسسة للتكيف مع البيئة والاستجابة للتغيرات السريعة التي تتعرض لها.
إن ما يميز الاهتمام بثقافة المؤسسة هو التأكيد على أن ثقافة المؤسسة القوية هي التي تؤدي إلى الأداء الجيد للإدارة العليا. كما أن أداء المؤسسة يعتمد على مدى الاتساع في تقاسم القيم الثقافية القوية، إضافة إلى ارتباط ثقافة المؤسسة يمكن أن يكون بمثابة المولد للميزة التنافسية للمؤسسة، حيث يتم تحديد الأسلوب الذي يسهل تفاعل العاملين كما يحدد مجال تبادل المعلومات ومستويات الحصول عليها ،وبالمقابل فإن التقاسم القوي والواسع للقيم يمكن الإدارة من التنبؤ بردود أفعال الأفراد للخيار الإستراتيجي ، مما يقلل من النتائج غير المرغوب فيها. ولإنجاز هذه الدراسة ،اعتمدت على خطة بحث مكونة من ثلاث فصول ،بداية بالفصل الأول الذي يحتوي على الإطار المنهجي للدراسة بحيث تناولت فيه مقدمة عامة حول الموضوع ألا وهو الاتصال والثقافة الاتصالية في المؤسسات ثن انتقلت إلى الإشكالية التي حددت فيها التساؤل الرئيسي وهو< ما واقع الثقافة الاتصالية في مصلحة الحالة المدنية لبلدية سيرات؟ إضافة إلى أهمية وأهداف الدراسة مرورا بالمنهج المتبع وتحديد المفاهيم المفتاحية للدراسة وصولا إلى الدراسات السابقة.ثم الفصل الثاني يندرج تحت عنوان الإطار النظري للدراسة ،وتكلمت فيه عن الثقافة الاتصالية من خلال التعريف بمفهومها وأنواعها ،خصائصها ،دورها وعلاقتها بالاتصال . وأخيرا الفصل الثالث وهو عبارة عن الإطار الميداني .....