Résumé:
يصاب العديد من الأطفال الصغار بمشکل التأتأة أو اضطرابات النطق والكلام في مرحلة اكتساب اللغة بين سن الثالثة و عمر الست سنوات تقريبا، وهو مشكل قد تنجر عنه صعوبة في التعبير وعراقيل كبيرة في التحصيل العلمي خلال التمدرس، بسبب العجز عن التواصل مع الزملاء و المعلم، لاسيما إذا استهان الأولياء بالأمر ولم يتداركوه في وقت مبكر، من خلال مراعاة مشاعر الطفل و تعلم الطريقة الصحيحة للتواصل معه، ما قد يخلق لديه عقدة نفسية و يدفعه للانطواء و الانعزال و حتى التسرب من المدرسة وإن كان يتمتع بقدرات ذهنية عالية و ذكاء كبير. إعداد:ياسمين ب السامية إخلیف رغم الأبحاث والدراسات التي يقوم بها العلماء لتحديد الأسباب الحقيقية وراء مشكل التأتأة عند الأطفال، إلا أنهم لم يجدوا تفسيرا واضحا للأمر إلى غاية الآن، فالبعض يرجعون لسببها إلى الجينات الوراثية في العائلة إضافة إلى عوامل أخرى فيزيولوجية واجتماعية ولغوية وغير ذلك، ويؤكد المختصون أن نسبة إصابة الذكور بالتأتأة هي ثلاثة أضعاف نسبة إصابة الإناث، وإذ تزيد مشاكل النطق في السن ما قبل التمدرس أين يتعرض الطفل لضغوطات سواء كلامية أو انفعالية، إلا أن هذا الاضطراب يمكن التخلص منه تدريجيا مع استمرار النمو، موضحين بأن ثمانية أطفال من أصل عشرة يتجاوزون هذا العائق بصفة عفوية. ويقول أطباء علم النفس، إن التأتأة إذا استمرت مع الطفل إلى عمر الثماني سنوات فما فوق أو زادت حدتها وظهرت عليه أعراض أخرى غير التوقف المتكرر في الكلام والتلعثم وإعادة مقاطع من نفس الكلمة، إلى توقف الصوت والهواء مع رمش العينين واحمرار الوجه وتحريك الشفاه والفك وغيرها، فإن الأمر يستدعي استشارة المختص في النطق اللغوي أو ما يعرف بالأرطفوني»، إضافة إلى الاستعانة بمختص نفساني، ولكي لا تتعقد حالته أكثر ولا يتأثر نفسيا وعلميا وعمليا واجتماعيا سيما إذا استمر معه الاضطراب اللغوي لفترات طويلة من الحياة، فإن المختصين ينصحون الأولياء بالتعامل مع المشكل مبكرا و وضع برنامج عملي تدريبي منزلي مع توفير بيئة هادئة الأطفالهم، و تخصيص وقت للجلوس معهم لمساعدتهم على الحديث بهدوء، كما ينصحونهم بتقبل أبنائهم وتفهمهم والابتعاد عن ممارسة العنف ضدهم لتجاوز هذه المرحلة بسلام