Résumé:
تعالج هذه الدِّراسة فن المديح النّبوي في الشِّعر الجزائري القديم، فتراثنا كان مليئا بهذا الفن الذي حفظ لأمتنا حضارتنا وقيمتها، وأحيا أمجادها، وخلد ماضيها وأزهى حاضرها، بتناوله لشخصية فذة ما وجد مثلها على وجه هذه البسيطة، وهي شخصية الرّسولﷺ.وقد شملت الدراسة جانبان: جانب المضمون وجانب الشكل. ففي الجانب الأول: سعت الدراسة إلى البحث في مضامين المديح النّبوي عند الشّاعر "بركات العروسي القسنطيني" وإماهة اللثام عن الموضوعات التي تناولت قصائده المدحية والتي وجدناها لا تخرج عمّا هو متعلّق بشخصية الرّسولﷺ من تغنّى بفضائله وأخلاقه ومعجزاته، وشوقا لمرابعه المقدّسة، وطلب الشفاعة يوم الحساب .ليكون موضوعها الرئيس مدح الرّسولﷺ وذكر ما تيسر له من جوانب سيرته العطرة، ثم نجد خواتيم هذه الدراسة قد تنوعت بين الدعاء والفخر والصلاة على النّبي عليه الصلاة والسلام . أما الجانب الثاني: والخاص بالشكل، فقد حاولت الدراسة من خلاله الكشف عن الأدوات والتقنيات الفنية التي استخدمها الشّاعر في تشكيل قاموسه الشِّعري الذي سيطرت عليه لغة القرآن الكريم تبعا لثقافة الشّاعر وكنّا مختلف صوره الشِّعرية التي تنوعت وتناثرت في ثنايا مدائحه النّبوية وأعطت زخما فنيا وإبداعيا لقصائده، أضف إلى ذلك الأساليب والأخيلة التي وظفها الشّاعر، وكذا مختلف التشكيلات والإيقاعات بنوعيها الخارجية والداخلية والتي أسهمت في بلورة المدحة النّبوية في الشِّعر الجزائري القديم، وبذلك كانت مكوّنا قارًا في النص الشِّعري لا يستغنى عن فنيته ووظائفه أي نصّ إبداعي.