Résumé:
يخضع ازدهار التفكير النقدي في المجتمعات المعاصرة إلى معيار التداول الحر للآراء والمواقف الذي يجعل الفرد قادرا على صياغة تصورات غير ملزَمة ببيئة الحقوق وسيادة قوانين الأنظمة، وفي ضوء قيود أخرى محتملة يسلك التلفزيون بإعادة إنتاج الحياة اليومية نموذجا مستقلا وبديلا لبناء عالم عقلاني أكثر عمومية وجدارة في تفادي إكراهات إثارة القضايا المتعارض بشأنها، وينشأ من ذلك في حدود الوصول المباشر للديمقراطية فضاء مزدحم بجماعات وأقليات تخلفت في عالم فجوة التقنية المستمرة عن الظفر بحظوة المشاركة السياسية، كذلك فإن العروض التلفزيونية المستنيرة بالحوار والنقاش ومُسائلة العقل تراهن على إقامة التوافق وتأليف انتفاع فعل التواصل الجماعي.
تستجيب الأطروحة من خلال ايضاح المقاربة النظرية والوظيفية لمأسسة التلفزيون كفضاء عمومي إلى بعث رؤية جديدة لإعادة فهم وسائل الاعلام باعتبارها نُظما حاضنة لحضارة هندسة الاتصال الإنسانية.