Résumé:
اختصت الدراسة بموضوع التضامن الأسري في مواجهة الآفات الاجتماعية بالوسط الحضري دراسة ميدانية على عينة من الأسر المقيمة بالسكنات الاجتماعية التساهمية بأحياء مدينة مستغانم، تم التركيز من خلالها على آفتي التدخين والمخدرات، في محاولة لكشف عوامل نجاح التضامن الأسري في مواجهتهما.
من بين أهدف الدراسة هو الكشف عن العلاقة بين متغير التضامن الأسري ومتغير الآفات الاجتماعية في الوسط الحضري وإبراز خطورة انتشار آفتي التدخين والمخدرات وكشف كيف يساهم عامل القدوة وعامل الاستهانة بخطورتهما في انتشارهما بين أبناء الأسر.
انطلقت الدراسة من إشكالية تكمن في أن من وظائف الأسرة تنشئة أفرادها على الأفعال والتصرفات المقبولة في المجتمع وتحصينهم وإبعادهم ووقايتهم من الأفعال والتصرفات غير المقبولة، التي تعترض طريقهم وهي الآفات الاجتماعية، خاصة (التدخين-والمخدرات) اللتان إن تمكنتا من أفراد الأسرة، فإنهم سيصبحون أسرى إدمان هاته الآفات ويخسرون أنفسهم وأسرهم والمجتمع ككل، ومن وظائف الأسرة أيضا التضامن بين أفرادها لتحقيق الأهداف والغايات التي تسعى إليها كخلية أو كنظام، وهنا يكون التساؤل ما عوامل نجاح تضامن الأسرة الجزائرية الحضرية بمستغانم لمواجهة آفتي التدخين والمخدرات؟ .
للإجابة على الإشكالية تم اختيار مجتمع البحث الأسر المقيمة السكنات الاجتماعية التساهمية الموزعة على إحياء مدينة مستغانم وتم تحديد عينة البحث منها من الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي للتأكد من العوامل المساهمة في نجاح تضامن أفراد الأسرة الجزائرية الحضرية بمستغانم، إلى جانب ذلك تم الاعتماد على التحليل الكمي/الكيفي للنتائج المتحصل عليها من الدراسة الميدانية لغرض الوصول إلى ألأهداف المرجوة
توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
- الإمكانيات الاقتصادية للأسرة ليس لها ارتباط بتضامن أفرادها في مواجهة آفة التدخين، ولها ارتباط بتضامنهم في مواجهة آفة المخدرات، وتتفق هنا الدراسات التي تناولت الأسرة الجزائرية وموضوع الإدمان أو الانحراف على أن أغلبية أفراد المجتمع الجزائري ينظرون إلى التدخين على انه عادة وليس آفة اجتماعية.
- ارتباط الوضعية السكنية الجيدة للأسرة الحضرية بتضامن أفرادها في مواجهة آفتي التدخين و المخدرات. من خلال توافق حجم الأسرة مع حجم السكن وما يحتاجه أفرادها من وظائف، بالإضافة إلى تملك السكن وحرية التصرف فيه.
- ارتباط العلاقات الأسرية الايجابية بتضامن أفراد الأسرة الحضرية في مواجهة آفتي التدخين والمخدرات من خلال علاقات الحب والمودة التي تربط الزوجين وأبنائهما والتضحية والصبر من اجل الاستمرارية وتحقيق أهداف الأسرة.
- عدم التعرض إلى نماذج المدخنين وزيادة وعي أفراد الأسرة الحضرية بخطورة آفتي التدخين والمخدرات يساهم في نجاح التضامن الأسري في مواجهتهما، يظهر بداية بالقدوة، ثم في المساعي الرامية إلى إبعاد الأبناء عن كل ما من شأنه أن يشجع على التقليد أو الفضول والدافع إلى ذلك هو الإحساس بدرجة الخطورة والتخوف من النتائج الوخيمة من جراء الإدمان على التدخين والمخدرات.
ويمكن أن تنشا ارتباطات وعلاقات متعدية، فمثلا كفاية الإمكانيات الاقتصادية الأسرية لها دور في تحسين الوضعية السكنية وتزيد من ايجابية العلاقات الأسرية والإحساس بالغيرية، انطلاقا من الشعور بمسؤولية التصرفات أمام الأبناء، إلى تفادي النماذج السلبية وإعطاء القدوة الحسنة. ومنه يمكن القول بان نجاح التضامن الأسري في مواجهة الآفات الاجتماعية بشكل عام وأفتي التدخين والمخدرات بشكل خاص باعتبارهما طريق إلى الانحرافات والآفات والمشكلات الاجتماعية الأخرى، يكون باجتماع العوامل المذكورة