Résumé:
لقد إحتلت الدراسات المنطقية المعاصرة مكانة مرموقة و هامة بين بقية الدراسات الأخرى، و في فترة زمنية قصيرة إذا ما قورنت بالفترة التي إعتلي فيها المنطق الأرسطي عرش السيادة ما يجعلها بمثابة الأساس الذي يدور في فلكه أي بحث نظري، كما ظل المنطق الصوري بعيدًا عن مجالات التطبيق متبنيا مبادئ للفكر قام عليها و إستعان بها في تعريفه للصدق و الكذب، لكن نظرة المنطق المعاصر لدور هذه المبادئ و بالأخص فيما يتعلق مبدأ الثالث المرفوع، الذي يفقد صفة الكلية داخل الأنساق المنطقية ثلاثية القيمة و متعددة القيم ليأخذ صيغ أخرى مناسبة لتلك الأنساق، كما تشكل المفارقات المنطقية تحديًا قويًا لا يمكن تجاهله لثنائية الصدق و الكذب الكلاسيكية، منها يمكن الإشارة إلى نهاية الحتمية و إكتشاف مبدأ اللا يقين (هايزمبرغ)، فغدت اللا حتمية سيمة أساسية من سيمات التعامل مع الواقع ليصبح المجال متاح لرفض مبدأ الثالث المرفوع، و البحث عن أداة منطقية تلائم غموض الواقع و اللغة التي تعبر عنه فتعطي مكان لاحتمالات تأتي بدرجات متوسطة بين الصدق و الكذب، أو داخل العبارات و الألفاظ التي قد تنتج لعدم التطابق بين البنية النحوية و البنية المنطقية لإزالة الغموض اللغوي الذي قد ينتج عن استخدام الألفاظ الكلية، فإلى أي مدى تم النحكم في هذا الغموض داخل الدراسات المنطقية المعاصرة؟