Résumé:
يَطرح تحليل النص الصحفي إشكالية أساسية تتعلق بالمنتوج الصحفي ، فهذا الأخير يتضمن فروقا من حيث البنية و من حيث الأسلوب و المضمون ، و يُقصد به منظومة الأفكار والانفعالات والمشاعر التي يشتمل عليها النص الصحفي ، و تُشكل مجموعة القيم المحصلَة - التي يٌمكن للمتلقي أن يستقبلها و يستوعبها ضمن سياقها وإطارها –المٌحدد أو العنصر الأساسي لعملية التلقي ، ذلك أن حجم توافر المعلومات يُعد من مؤشرات تقييم النص ، وكلما تعرضت هذه المعلومات لحالة التكرار المستمر ، أصبحت خارجة عن اهتمام المتلقي و القارئ.
فأبعاد القراءة تشمل عوامل تتعلق بالنص ومدى صلاحيته للقراءة ، بمعنى هل يعكس النص الصحفي ميول القراء ، كما تشتمل على عوامل أخرى تتعلق بالقارئ ، وهي خاصة بالنواحي الإدراكية لديه ، ومن ثم تتحقق الإنقــرائيةعندما يتوافر توافـق النص مع القارئ .
و من هنا تأخذ عملية هندسة النص الصحفي بعين الاعتبار مسألة الوعي لدى الجمهور قراء الصحيفة، بحيث تكشف هذه المسألة (الوعي) معاملات القبول والاستيعاب لديه، والتي ترتبط بمتغيرات: الحاجة إلى المعلومة وقيمتها و زمن صدورها المرتبطة بالآنية أو الجدية.
وهذا يعني أن فعل القراءة يرتبط بمستوى المعالجة على مستوى النص ذاته قبل الوصول إلى المعالجة الذهنية ، بمعنى ربط حجم المعلومات المتوافرة على مستوى ذهنية القارئ بحجم المعلومات التي يُمكن إضافتها إلى الذاكرة ، وذلك من خلال إخراج المعنى من حالة الرُكون إلى حالة التجسيد بفعل عملية المقارنة .