Abstract:
يشير مصطلح الآثار إلى كل ما يعود إلى العصور والعهود القديمة التي تعاقبت على منطقة معينة من الأرض ؛ ومن هنا فإن الآثار تنتشر في مختلف بقاع المعمورة غير أنها تتفاوت في كمياتها من منطقة إلى أخرى تبعا لتفاوت حجم وعدد الحضارات التي تعاقبت على بقاع الأرض المختلفة ؛الدولة التي تتوافر فيها كميات كبيرة من المعالم الأثرية تعتبر دولة حضارية ذات تاريخ عريق ؛ مما يدل على أن هذه الدولة لطالما كانت محط أنظار الأمم الغابرة ؛نظرا لما تحتويه من كنوز و موارد طبيعية ولا تقدر بثمن ؛ أو بسبب موقعها الاستراتيجي في بقعة حساسة من الأرض .
أو ربما بسبب قربها على مناطق أخرى أكثر أهمية ؛ بحيث تكون هذه المنطقة بمثابة البوابة لتلك المناطق أو امتداد جغرافي لها ؛ وهذا كله يجب أن يعطي إشارات إلى سكان هذه البقعة في العصر الحديث حتى يستطيعوا الاستفادة من تواجدهم في هذا المكان دونا عن غيره.
و استغلال كافة مقوماته من أجل أن ينهضوا بحياتهم ؛ وأن يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه ؛ يشكل التراث والمعالم الأثرية والتاريخية ثروة حضارية تمثل قيم وأفكار ومعتقدات وعادات وتقاليد الشعوب ويعد امتدادا للماضي في جزئياته وتفاصيله ؛مشكلا بذلك السمة المميزة لكل أمة عن غيرها ويعتبر المورث الأثري الشاهد الأساسي على مجمل النشاطات الفكرية والتاريخية والعلمية ؛ أو قيم روحية التي حدثت في حقبة من الزمن ؛ ولأن التراث بمفهومه الواسع يمثل هوية الأمة؛ كان لابد منا التمسك بأصالته والمحافظة عليه .
و هنا تبرز الحاجة الماسة والمستمرة لتقييم أهميته وحالته ؛ لكونه أحد المقومات الأساسية لكشف العمق الحضاري لأي أمة من الأمم ؛إن هذا التصور للتراث قد تمت صياغته بناءا على التنظيم المحكم للموارد التراثية المادية منها واللامادية ؛حيث توليه الدول الكبرى اهتماما و عناية خاصة في محاولة استثماره في
صناعة السياحة التي شكلت ومنذ العصور القديمة أحد أهم وجوه النشاط الإنساني بحركات التنقل الوقتية والظرفية التي عرفتها البشرية من مكان إلى آخر وتعتبر مدينة مستغانم من أهم المناطق في الجزائر التي شهدت على مرور عدة حضارات من الفينيقيين إلى الرومان ثم العثمانيين وصولا إلى العصر الحديث .
إذ لا تزال المعالم الأثرية في المنطقة شاهدة وراسخة في أعماق التاريخ تجسد إرث تاريخي يتم دراسته اليوم متمثلا في ممتلك ثقافي عبارة عن أطلال من قلعة أو حصن دفاعي كان يحيط ببلدية السور الذي يعتبر من الشواهد الأثرية للمنطقة وفي هذا الاتجاه وتماشيا مع النظرة المستقبلية للتنمية المحلية ارتأينا أن نطرح هذا الموضوع من زاوية اختيار البحث في إمكانية تنمية التراث في المسار السياحي و إزالة الغطاء عن الأثر الموجود ببلدية الصور الذي تعرض إلى الإهمال وأدخل في خانة الزوال ؛و من هذا المنطلق قمت بتقسيم مشروعي البحثي إلى ثلاث جوانب رئيسية تمثلت في الجانب المنهجي الذي تضمن :الأسباب التي دفعتني إلى اختيار الموضوع وعن أهميته وأهدافه ؛أما الإطار النظري عرجت فيه إلى ماهية النوع الصحفي الذي اخترته في دراستي أنواعه وسماته؛
أما الفصل الثالث فقد كان مخصص للجانب التطبيقي الذي يعد أهم مقياس للجهد العلمي وخطوة أساسية للاقتراب أكثر من الظاهرة بحيث كان عبارة عن روبورتاج مصور اشتمل على ثلاث مراحل تسلسلت على النحو التالي : مرحلة ما قبل الإنتاج ومرحلة الإنتاج ومرحلة ما بعد الإنتاج ؛ وفي الأخير الخاتمة التي جاءت على شكل حلول واقتراحات مختلفة