Résumé:
أصبح متغير الطاقة يشكل محوراً أساسيا ومن أهم المتغيرات التي أصبحت تحكم العلاقات الدولية، وتؤثر فيها تأثيراً مباشرا، بل وأصبح يرسم ملامح القوى الدولية الصاعدة داخل النسق الدولي. والجزائر وباعتبارها بلداً طاقويا بامتياز لما تملكه من مميزات جيوطاقوية جمعت ما بين قدرات مهمة من مصادر أحفورية من غاز ونفط، وأخرى متجددة في مقدمتها الطاقة الشمسية، وبالإضافة إلى الموقع المتميز الذي تحظى به ذو الأبعاد الإستراتيجية الثلاثة: افريقي-متوسطي-عربي، جعل منها وجهة للعديد من دول العالم وفي مقدمتها الصين التي جعلت لنفسها موطأ قدم في هذا البلد من خلال انتهاج سياسة الانفتاح الاقتصادي، فالعلاقات الجزائرية-الصينية لم تكن وليدة اللحظة بل انها تعود جذورها التاريخية إلى سنوات الاستعمار باعتبار الصين أول بلد غير عربي يعترف بالحكومة الجزائرية ، هذا التقارب التاريخي مهد الأرضية أمام الصين لإبرام العديد من اتفاقيات الشراكة مع الجزائر لتصبح بذلك ثاني بلد مستورد للموارد الطاقوية الجزائرية وخاصة النفط، باعتبار الصين ثاني بلد مستهلك للنفط في العالم، وأول بلد مصدر للجزائر حسب الإحصائيات، وبناءً على هذا أصبحت الصين أول شريك اقتصادي تجاري للجزائر خاصة بعد انضمام هذه الأخيرة لطريق الحرير الجديد