Résumé:
ان للإستشراق تأثيراته القوية على أدبنا العربي حيث أخرجه من دائرة العزلة إلى الإنفتاح والتطور كما لعب دورا فعالا في النهضة الأدبية الحديثة من كل الجوانب، استطاع كبار المستشرقين أن يؤسسوا لأنفسهم مكانة راقية ضمن وعي النخبة العربية المثقفة التي عاصرت النهضة العربية الحديثة حيث يرون فيهم المثال في المنهجية والإخلاص وكدا الدقة.
وطه حسین من هؤلاء المثقفين الذين لم يتوانوا في إبداء إعجابهم وتعلقهم بالمستشرقين، وهذا في دراستهم للتراث العربي بصفة عامة والشعر الجاهلي بصفة خاصة.
وخاصة في كتابه " في الشعر الجاهلي" الصادر في 1926 م، والذي أعاد طبعه بعد سنة من مصادرة الطبعة الأولى تحت عنوان" في الأدب الجاهلي " باعتباره أقدم أدب بالنسبة للأمة العربية، والذي حاول قراءته قراءة خاصة عاملا على أن يصل من خلاله إلى إقناع قرائه بضرورة انتهاج منهج الشك الديكارتي في دراسة الأدب. ويعد كتابه " في الشعر الجاهلي " من أكثر المؤلفات التي إعترض عليها الكثير من النقاد ممن رفضوا التجديد الذي حمله طه حسين ودعا إليه، انطلاقا من روح علمية ميزت فكره في هذه المرحلة، مما كان سببا في نشوء مناظرات نقدية حوله، أدت إلى اختفائه فترة تزيد عن نصف قرن، ونتيجة تطور البحوث العلمية فقد أعيد الإعتبار للكتاب ولصاحبه بعد ذلك، فعاش آخر حياته عميدا للأدب مناضلا من أجل حرية التعبير.