Résumé:
الأدب المقارن وليد المدرسة الفرنسية وابنها المدلل، وظل على تلك الحال لسنوات طوال دون أن ينازعها فيه أحد إلى أن ظهرت المدرسة الأمريكية والتي مهدت لميلادها بأزمة غيّرت أسس الأدب المقارن ومناهجه وعُرفت تلك الأزمة بأزمة الأدب المقارن. لم تكتف المدرسة الأمريكية بالأزمة فحسب بل نقدت كل مبادئ المدرسة الفرنسية وأسسها التاريخية لذا عرفت بالمنهج النقدي.
توالت بعد ذلك المناهج بالظهور فظهرت المدرسة السلافية، و المدرسة الألمانية، ولكل من تلك المدارس وجهة نظر مغايرة لما سبقها، أيضا وفي الجانب الآخر نجد المدرسة العربية والتي كانت سباقة لغيرها من المدارس فالجاحظ درس آداب الأمم الكبرى قبل مئات السنين من فرنسا، و رواد النهضة تناولوا دراسة الآداب المختلفة قبل المدرسة الأمريكية، لكن ما يعاب على القدماء و أصحاب النهضة و المحدثين أنهم لم يأسسوا منهجا لدراساتهم كما فعلت بقيّة المدارس.
وكل ما درسوه كان إمّا موازنات وإمّا ترجمات ل اغير وذلك بسبب أنّهم اهتموا بالتطبيق دون التنظير.
منذ ثمانينات القرن الماضي بدأت الدراسات تكون منهجية ومقارنة لكن دون منهج عربي ثابت بل معتمدين على المناهج الغربية، ورغم ذلك ما تزال المدرسة العربية لليوم تحاول أن تأسس منهجها بعيدا عن كل ما سبقها من مناهج.