Résumé:
الشعر العربي الحديثتغيرا على مستوى الشكل والمضمون، وبدأت تظهر تجليات هذا التغيير مع الشعر الرومانسي، الذي هو أولى محطات التجديد، ومع هذا التغيير أصبح الشاعر العربي مبدعا ومنظرا وناقدا، بغية مسايرة التطور الجارف، وقد كان محمد بنيس واحدا من الشعراء النقاد الذين دعوا إلى إيجاد بدائل إبداعية وبنيات جديدة تقوم على هدم القيم الشكلية المتوارثة، فجاء بناؤه للموقف النقدي قائما على الانفتاح والتجاوز، وقام فكره النقدي على مفهوم الإبدال، ففي الإبدال يتجلى التجاوز، ليصبح الإبدال أهم الأسس والأولويات في الفكر النقدي عند محمد بنيس، انطلاقا من التقليدية إلى الشعر المعاصر، هذا الإبدال يتقاطع مع تأويلات الحداثة وهو ما مكنه من صياغة مفهوم جديد للشعر انطلاقا من الوظيفة، فجسد بذلك مرحلة جديدة ومهمة في الخروج عن النمطية والبنية التقليدية، فتمرد على كل الأشكال الشعرية القديمة واتجه نحو اكتشاف ما لم يتم كشفه.