Résumé:
يتميّز اليوتيوب بتنوّع المضامين وسهولة الاِستخدام واِرتفاع عدد المشتركين باِختلاف أعمارهم ومستوياتهم التعليميّة، بما فيهم الأطفال، الّذين تجذبهم مضامينه، ويجدون فيه ميزات وبدائل تجعلهم لا يبتعدون عن اِستخدامه.
وتبحث الدّراسة الحاليّة عن أثر اِستخدام اليوتيوب على تنشئة الطفل الجزائري، من خلال إجراء دراسة ميدانيّة على عيّنة من الأسر المقيمة بمدينة غليزان، بغية التّعرف على أثر اليوتيوب على سلوكيّات الطفل، لغته، قيمه، أخلاقه، تعليمه، طريقة لعبه، ردود أفعاله، دينه، وعلاقاته الأسريّة، مع رصد أهميّة إدراك الأولياء لهذا الأثر على تنشئة الطفل، وسبلهم في توجيه أطفالهم نحو الاِستخدام السّليم وحمايتهم من المضامين الضّارة.
هدفت الدّراسة إلى معرفة أثر اِستخدام اليوتيوب على تنشئة الطفل الجزائري من خلال التّعرف على واقع اِستخدامه لهذا التّطبيق، ومختلف جوانب التّنشئة الاِجتماعيّة الّتي يؤثّر فيها، بغية توعية الأسر الجزائريّة بأهميّة دورها في تنشئة الطفل، فالأسرة هي إحدى المؤسّسات الاِجتماعيّة الفاعلة في ذلك، وفي ظلّ البيئة الرقمية الّتي يعيش فيها الطفل، واِنتشار اِستخدام اليوتيوب في أوساط الأطفال، لابدّ من تفعيل أدوارها في هذه العمليّة لتضمن تنشئة سويّة لأطفالها، من خلال اِتباع الإستراتيجيّات المناسبة الّتي تحمي الطفل من أضرار سوء الاِستخدام وتضمن اِستفادته من مضامين هذا التطبيق.
ولتحقيق الأهداف البحثيّة، اِختارت الباحثة مدينة غليزان كإطار جغرافي لتطبيق الدّراسة الميدانيّة، وتم اِعتماد المنهج المسحي لجمع المعلومات الكافية حول موضوع الدراسة، وذلك من خلال توزيع اِستمارة الاِستبيان على الأولياء، وإجراء المقابلة مع عدد من أطفالهم، حيث تكوّنت عيّنة الدّراسة من 289 من الأولياء من الجنسين وممّن يستخدم أطفالهم موقع اليوتيوب، و18 طفلًا تتراوح أعمارهم بين السّنتين والنّصف و12 سنة المستخدمين لموقع اليوتيوب.