Résumé:
تُعنى هذه الدراسة بمحاولة تقصي الجوانب الفلسفية والبحث عن المنطلقات العقلية في النظرية اللغوية المعروفة بالنحو التوليدي التحويلي الذّي أسسه الفيلسوف وعالم اللغويات الأمريكي أفرام نعوم تشومسكي، فمنذ الثورة المعرفية التّي أحدثتها أراءه الانقلابية في ميدان علوم اللغة واللسانيات الأمريكية والعالمية عامة، أصبح الحديث عن نظريته اللغوية هو حديثا عن عودة التفكير الفلسفي والتنظير العقلي لدراسة وفهم الظاهرة اللغوية الإنسانية.
تهدف هذه الدراسة إلى تبيان الوجه الفلسفي الذّي صبغ النظرية التوليدية، والذّي بواسطته استطاع تشومسكي الإطاحة بمعظم النظريات اللسانية التّي كانت سائدة وقتئذٍ والتّي كانت تعتمد على الدراسات الوصفية والقراءة التجريبية للغة الإنسانية حيث كان الجانب المنطوق القابل للملاحظة هو أساس الدرس اللساني، في حين أنّ تشومسكي قلب هذه التصورات وعارضها، وأعطى الأولوية البحثية للغة بوصفها بنية ذهنية داخلية أولا. وقد اعتمد في هذا التفنيد على التصورات الفلسفية المستوحاة من الفلسفة العقلية لأفلاطون ورونيه وديكارت وغيرهم، ممن جعلوا من مقولات الفطرية والكلية والعقل؛ ركائز لتفسير مصدر المعرفة الإنسانية وكيفية بنائها بما في ذلك المعرفة اللغوية.