Résumé:
تهدف الدراسة الراهنة إلى تشخيص واقع الثقافة المقاولاتية في الجزائر، وذلك من خلال اختبار الفرضية العامة التي تفيد بأن: الموروث الثقافي والإجتماعي غير محفز على بروز الثقافة المقاولاتية لدى الشباب المقاول بتيارت كنموذج عن باقي مدن الجزائر.
بحيث شملت الدراسة 114 مبحوثا، تم استجوابهم عن طريق الإستمارة التي احتوت واحد وأربعون سؤالا منهم؛(8 أسئلة مفتوحة فيما كانت البقية مغلقة بمعدل 32 سؤالا)، هذا وقد شملت محاور أداة البحث مؤشرات ديمغرافية، سوسيو أنتروبولوجية وتنظيمية قصد التقصي الميداني لفروض الدراسة (الفرضيات الجزئية الثلاث)، حيث اعتمدنا في ذلك على عينة الكرة الثلجية نظرا لعدم تجانس مجتمع البحث من حيث نوع النشاط الممارس، وبعد تحليل نتائج الدراسة عبر برنامج Spss الإصدار21، خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
- وجود علاقة تأثير إيجابية بين الخلفيات السوسيومهنية للمقاولين الشباب بتيارت وخصائصهم؛ بحيث وجدنا قيمة k² المحسوبة (59.86) أكبر من قيمة k² المجدولة(0.00)؛ وهو ما ساعدنا في تحديد النموذج المقاولاتي الأكثر انتشارا بالمنطقة والذي تتمثل مواصفاته في ما يلي: شباب مقاول سنهم ما بين 30 إلى40 سنة، مستواهم التعليمي بين المتوسط والثانوي، لديهم شهادات حرفية ومهنية، كما عمل معظمهم في القطاع الخاص سابقا، بينما تتميز مقاولاتهم بالحجم المصغر و الصغير الذي يغلب عليه النشاط الحرفي و الزراعي، أما خبرتهم المهنية في النشاط الحالي فقد تفوق العشر سنوات.
- استقلالية العلاقة بين المحيط الإجتماعي (العائلة) و السمات المقاولاتية لدى المبحوثين، حيث وجدنا قيمة k² المحسوبة( 0.63) أقل من قيمة k ² المجدولة و التي بلغت( 5.99).
- وجود علاقة تأثير إيجابية بين العمليات التنظيمية والثقافة المقاولية؛ حيث كانت قيمة k² المحسوبة (1.42) أكبر من قيمة k² المجدولة(0.28) ومنه قبول الفرضية البديلة التي تفيد أن العمليات التنظيمية التي يقوم بها المقاول الشاب داخل مقاولته تدل على ضعف ثقافته المقاولية.
بالإستناد إلى نتائج الأسلوب الإحصائي k² و نتائج الجداول البسيطة، ومختلف الملاحظات الإمبريقية خلصنا إلى: صحة الفرضية العامة التي انطلقنا منها أي أن: الموروث الثقافي والإجتماعي غير محفز على بروز الثقافة المقاولاتية عند المقاولين الشباب الذين تمت دراستهم