Résumé:
إن الحديث عن الأنا يتطلب منا دائما الإقرار بوجود أنا أخرى مقابلة لها سواء بالتضاد أو النفي أو حتى التطابق، وقد تم بلورة هاته الإشكالية على أنها دائمة الصراع والنزال منذ بداية الفلسفات الأولى والتفكير في الذات وطبيعة العلاقة بين الأنوات الأخرى.
فالإقرار بوجود ذوات متجاورة لا متباعدة تقتضي علينا بضرورة الاعتراف بكل أطياف المجتمع وباختلاف وتنوع الذوات فيه ، من جهة أخرى نجد أن فلاسفة مدرسة فرانكفورت من مؤسسيها إلى جيلها الحالي قد أعطوا اهتماما واسعا بمعطيات العصر وإشكالاته تيقنا منهم أن الاعتراف والتحاور وأساليب النقاش هو السبيل لسد فجوة الأنانة.
يؤكد هونيث على أسس الاعتراف والتذاوث والانصهار دون إلغاء الهوية الفردية مع إلزامية حفظ الحقوق وضمان الكرامة الإنسانية وفق أطر معيارية تمهد للعيش المشترك وإنصاف الذات من مظاهر الاحتقار والازدراء،