Résumé:
تعتبر الكفاءات المحرك الرئيسي لأنشطة المؤسسة ومهامهاوكذلك المتغير الأهم في حلقات الإنتاج والتنمية، كما أنهاعبارة عن ميزة تنافسية مستدامة نادرة وغير قابلة للتقليد،مما دفع المؤسسات إلى البحث الدائم والمستمر عن هذه الموارد والتنافس الشديد لاستقطابها والحصول عليها بمختلف الآليات والطرق، وتقديم مختلف العروض والمغريات التي من شأنها جذب الكفاءات والحفاظ عليها. وتعتبر أنظمة الأجور والحوافز أحد العوامل المؤثرة في عملية استقطاب هذا المورد وأهم العناصر المحفزة له على العمل والإبداع.
تسعى هذه الدراسة إلى توضيح مكانة الكفاءات البشرية كامتداد حديث لمفهوم الموارد البشرية، في صورة أكثر تطورا ودقة من حيث طبيعة ونوع المورد البشري المطلوب، هذه الدقة تتجسد في عملية استقطاب موجهة تسعى لاستهداف فئة معينة بمواصفات خاصة قادرة على التغيير والعمل بأساليب وطرق حديثة تتلاءم وطبيعة نشاط المؤسسة،وهذا كله بالاعتماد على أنظمة الأجور والحوافز باعتبارها قاعدة أساسية لجذبهم وتلبية حاجاتهم، وكسب ولائهم. ويعتبر «الأساتذة الباحثين" في الجزائر نموذجا عن هذه الكفاءات البشرية التي يمكن الاطلاع على واقع عملية استقطابها، ومعرفة مدى مساهمة نظام الأجور والحوافز في ذلك خلال الفترة 2008- 2022.
وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: ضعف نظام أجور وحوافز الأساتذة الباحثين بالجزائر مقارنة بنظيره في دول الخليج، ووجود علاقة إيجابية طردية بين كل من نظام الأجور والحوافز من جهة وعملية استقطاب الكفاءات البشرية والاحتفاظ بهم من جهة أخرى، كما استخلصنا أن ما يفوق 80%من التغيرات الحاصلة في عملية الاستقطاب سببها الأجور والحوافز المادية أما النسبة الباقية من التغيرات فتعود إلى اعتبارات معنوية، وهذا ما يستوجب الاهتمام بالجانب المادي كقاعدة أولية في استقطاب الكفاءات والحفاظ عليها.