Résumé:
يتمحور الموضوع حول مفهوم رئيس كما هو مبين في العنوان وهو اللوجستيقا (Logistickos) وبقصد بها "الحساب العملي"، أما بالنسبة لعلم المنطق هو لفظ معاصر يدل على المنطق في صورته الرياضية الكاملة، أقصد المنطق الرياضي (Mathematical Logic)، وذلك بالإجماع بين لالاند (Lalande) كوتيراه (Couturat) واتلسن(Ltelson) سنة 1904 على اطلاق لفظ اللوجستيقا على المنطق الرياضي لأنه لفظ جامع يدل على التطور الذي عرفه علم المنطق في الفترة المعاصرة.
والمنطق الرياضي هو لفظ يجمع بين العلمين الاول هو المنطق (Logic) والثاني الرياضيات (Mathematic)، من هنا جاءت دراستنا التحليلية للموضوع من مجالين كما هو موضح في العنوان، الاول بحثنا في الأصول الفلسفية والذي يعنى بفلسفة المنطق والعمل على تصويب المنطق الأرسطي، أما الثاني بحثنا حول الدعائم الرياضية في "إصلاح" المنطق الصوري. يقول المنطقي المغربي حمو النقاري: "حقلان يزدهر فيهما البحث المنطقي اليوم: حقل يقدم فيه المنطق كأداة من أدوات التفلسف...وحقل يظهر فيه المنطق كشعبة من شعب الرياضيات".
من هذا المنطلق درسنا الموضوع بطرح الإشكال التالي: ما الاثر الفلسفي في تصويب المنطق الأرسطي، وكيف ساهمت الرياضيات في إصلاح المنطق الصوري؟. حاولنا الاجابة على الإشكالية بالاعتماد على خطة بحث مكون من ثلاثة فصول رئيسية:
الفصل الأول: الاصول الفلسفية للوجستيقا، ويقصد بالأصول الفلسفية للمنطق الرياضي بالدراسة النقدية للمنطق الارسطي أي "فلسفة المنطق" (philosophy of logic)، هذا الاخير الذي لقي اهتماما من الفلاسفة لفترة طويلة، ومن المدرسة الرواقية إلى غاية الفترة الحديثة عمل الفلاسفة على تصويب المنطق الارسطي لإيجاد منطق يوافق فلسفاتهم وبالتالي تقديم "منطق الفلسفة" (logic of philosophy).
الفصل الثاني: الدعائم الرياضية للوجستيقا، تطرقنا في هذا الفصل إلى دور الرياضيات في إصلاح المنطق الارسطي، فكانت بداية مع (ليبنتز) الذي سعى إلى إيجاد "لغة عالمية" والتي تتمثل في "اللغة الرمزية"، ومن هنا كانت بداية الدراسات المنطقية المعاصرة من (دي مورغان" الذي درس العلاقات المنطقية لإنتاج قضايا جديدة ثم "جورج بول" وصولا إلى "براتراند راسل" الذي قدم كتاب "مبادئ الرياضيات" حيث قدم المنطق في صيغة رياضة كاملة أو ما يعرف باللوجستيقا.
الفصل الثالث: مباحث اللوجستيقا.
توصلنا في الأخير إلى أن للمنطق مكانة في الفلسفة والرياضيات معا والعكس صحيح، اي حتى للفلسفة والرياضيات مكانة في تطور علم المنطق وهذه العلاقة بارزة منذ القدم، اما اليوم لم يعد البحث المنطقي مقتصرا فقط على الفكر الفلسفي والعلم الرياضي وحسب، بل مع تواصل الدراسات المنطقية ما بعد اللوجستيقا، أبرزت اهمية المنطق في مجال الإعلام الآلي وتطوره إلى ما وصل إليه اليوم، وتكمن مكانة المنطق الرياضي أيضا في التطور الذي عرفته البشرية خلال السنوات الأخير والموسوم بـــ "الذكاء الاصطناعي" (Artificial intelligence)، الذي تجاوز "محاكاة الذكاء البشري"، وهذا كله بفضل الرموز والمعادلات المنطقية، نتمنى أن تكون أعمال أخرىحول علاقة اللوجستيقا بالذكاء الاصطناعي.