Résumé:
نالت مسألة تأويل النصوص الدينية وسؤال المعنى مكانة محورية في مشروع بول ريكور التأويلي؛ فقد احتل سؤال المعنى وما يتصل به من قضايا كرمزية الشر في الديانات السماوية، الحقيقة والمجاز، موت المؤلف، الحركية الدورية للفهم والمعنى، الأسطورة وعلاقتها بالمقدس مركز الصدارة في تأويلية بول ريكورفالنظرية التأويلية عند بول ريكورتستهدف فهم النصوص ومقتضيات التدين في العصر الحاضر، ولا تتحقق إلا من خلال جعل النص تركيبة خاضعة للشخص المؤول أو القارئ للنص بحيث يصبح القارئ هو المسؤول عن المعنى، وقد نجم عن هذا أن أصبح النص متعدد قابل للتجديد والتحديث مع تعدد القراءات. وبناء على ذلك فإن نظرية التأويل عند بول ريكور هي محاولة للكشف عن المشكلات الأساسية الكبرى التي يثيرها النص بما هو نوع من اكتشاف وظيفة الدين الأصلية في إنتاج معنى لحياة الإنسان. من هنا فإن مقاربته تحاول فتح مسارات جديدة من شأنها أن تقدم تأويلات جديدة موصولة بمقتضيات الحاضر والمستقبل. وضمن هذه الرؤية الجديدة يدعو ريكور إلى إقامة هرمينوطيقا علمية تحاول أن تغوص في عمق معنى النص ورصد كيفية التعاطي معه لكي تعطى للقارئ القدرة على الاستمرار في تجديد نظرته للنص وإمكانية الخروج عن المعنى التقليدي للنص وتوسيع مفهومه.