Résumé:
تعتبر فلسفة التعامل مع الآخر الحلقة المفقودة في التواصل الإنساني قديما وحديثا،غير أنها كانت الحلقة الذهبية في المجتمعات المتحضرة التي تؤسس لنظرية الإنسان مفهوما ووظيفة ومقصدا. ولما كان للتواصل من أهمية أساسية في الوجود الإنسان؛كانت الأسماء التي علمها الله لآدم مؤشرات ودعائم هذا الوجود من خلال الرموز والدلالات والعلامات والألفاظ،مما حقق مستوى متجدد من التفاعل الرمزي وحلقة جديدة في البناء الوظيفي للمجتمعات والأمم وتطور التواصل الإنساني باعتبار نظريتي التغير والتغيير الاجتماعيين على مستوى المفاهيم والنظريات والنماذج،ودخول متغيرات متنوعة في العملية التواصلية مما زادها أهمية وأولوية من جهة، ومن جهة أخرى تعقيدا وارتباكا فسبب ذلك كثرة النظريات والمفاهيم من مدارس مختلفة ومتنوعة، وذلك التنوع أثر في البيئة العربية وجعلها تستورد حتى المفاهيم المتعلقة بظواهرها الاجتماعية. وإذا أردنا ردم الفجوات المعرفية كان من الواجب علينا الانطلاق من رؤية فلسفية ابتداءً ورسم نقطة البداية من جهة،ومن جهة أخرى قراءة واعية للمنتوج الإنساني المتعدد والتراكم المعرفي المتنوع في فهم الظاهرة الاتصالية.
يعد هذا البحث رؤية معرفية لفلسفة التواصل من خلال نظرة تاريخية واعية وقراءة نقدية لنظريات ونماذج الاتصال وأرضية تحليلية لمفاهيم ونظريات التواصل في طرحها الفلسفي الغربي خصوصا مع فيلسوف التواصل – يورغن هابرماس-، وفي الحقل الفكري العربي من خلال تقديم أنموذجين من بيئتنا العربية ممن أسسوا لنظرية التواصل من خلال مرجعتين متكاملتين ومنهجين متغايرين؛ ويتعلق الأمر أولا: بالدكتور عبد الرحمن عزي من خلال نظريته المطورة من نظرية الحتمية القيمية وهي نظرية »الواجب الاخلاقي»،وثانيا بالفيلسوف العرفاني طه عبد الرحمن من خلال رؤيته في فلسفة التواصل مع الآخر وما اصطلح عليه ب<<التواصل الشهادي>>، فكان البحث محاولة لتقعيد المفاهيم الخاصة بالتواصل والاتصال وابراز حدود التداخل والتباعد بينهما.
كما سعينا لطرح مقاربة منهجية ومقارنة موضوعية بين رؤيتين ومحاولة تحقيق التكامل المعرفي بين حقل علم الاجتماع الاتصال وفلسفة التواصل.
اعتبارا مما سبق سيقت إشكالية الدراسة كما يلي : ما موقع فلسفة التواصل من المعرفة الإنسانية؟ وماذا قدمت الجهود المعرفية المعاصرة من خلال نظريتي طه عبد الرحمن وعبد الرحمن عزي في التأسيس لنظرية التواصل والاتصال الإنساني؟.ويتفرع عن الإشكال المركزي مجموعة من التساؤلات الفرعية يمكن صياغتها كما يلي :
- ما موقع نظرية الواجب الأخلاقي في فلسفة التواصل؟
- ما نوع التكامل بين فلسفة طه عبد الرحمن ونظرية الواجب الأخلاقي في التأسيس لمنظومة معرفية خاصة بالبيئة العربية والإسلامية؟.
على اعتبار أن هذا البحث من الدراسات الوصفية والتفسيرية، فقد اعتمدنا أداتيْ النقد والتحليل،إضافة للمنهج المقارن.
ولتحليل الإشكالية قسمنا العمل إلى أربعة فصول رئيسة، ابتدأنا بأهم المفاهيم والنظريات ونماذج فلسفة التواصل، لننتقل في ثاني فصل ونعالج فلسفة التواصل في الفلسفة المعاصرة، ثم نحاول في الفصل الثالث والرابع أن نتعرض لنمذوجي الدراسة العربيين عبد الرحمن عزي وطه عبد الرحمن مبرزين جهودهما التنظيرية في مفهمة التواصل والاتصال.
وتتجلى أهمية البحث في:
1. أهمية فلسفة التواصل في العلاقات الإنسانية ومحاولة التأسيس لفقه فلسفي خاص بالبيئة العربية.
2. اعتبار أن الباحثين محل الدراسة والنقد أحياء، مما يعطي صورة غير نمطية وحقيقية عن واجب الوقت لتأسيس لنظريات خاصة بالبيئة العربية،وهذا ما تقوم به بالضبط المؤسسات الغربية المنتجة للمعرفة.
3. بيان موقع الجهود العربية والإسلامية في مجال التنظير وإدراك الخلل في عدم التعاطي والتوظيف.
أما أهداف الموضوع فتتجلى في النقاط التالية:
1. محاولة وضع وثيقة معرفية للباحثين في فلسفة التواصل.
2. تقييم الجهود العربية في هذا المجال.
3. الوصول لأرضية نقدية لواقع التنظير في البيئة العربية.
4. محاولة الاستئناف المعرفي الثقافي والحضاري انطلاقا من الفكر العربيومرجعيتنا الثقافية والحضارية.
فيما يخص الدراسات السابقة فقد أستأنسنا بمجموعة وهي كثيرة، نذكر منها:
فلسفة التواصل في الفكر العربي المعاصر: طه عبد الرحمن وناصيف نصار بين القومية والكونية- للباحث جلول مقورة.
تجديد العقل الأنواري عند يورغن هابرماس. للباحث عطار أحمد.
مذهب التواصل في الفلسفة النقدية لهابرماس، للباحث محمد الأشهب.
اهم نتائج البحث.
طبيعة الاضافة العلمية.
توصيات