Résumé:
تجاهلت أدبيات العلاقات الدولية دراسة السياسة الخارجية للدول الصغرى، حيث لم تحظ هذه الفئة من الدول بنصيب من اهتمامات العلماء التنظيرية، لكونها أقل تأثيرا في النظام الدولي بسبب ضعفها الذي لا يؤهلها لتبوء مكانة توازي مكانة الدول الكبرى.حيث هناك اتفاق شبه كلي بين العلماء على محدودية تأثير الدول الصغرى خارج حدودها، وذلك بناء على معايير القوة التقليدية. لذلك تهدف هذه الدراسة أولا: لمراجعة واختبار حدود القوة التفسيرية لكل من نظرية الواقعية النيوكلاسيكية والواقعية البنيوية، في تفسير السياسات الخارجية للدول الصغرى في النظام الإقليمي العربي. ثانيا: تطوير أنموذج نظري مناسب يقارب السياسات الخارجية التعديلية للدول الصغرى في النظام الإقليمي العربي. ويسعى الأنموذج إلى دراسة حالة قطر كونها الحالة الأنسب لأنها انتهجت سياسة خارجية تعديلية في فترة الانتفاضات العربية بعد سنة 2011.تتلخص حجة مقاربة "ميزان الإدراك"؛ في أن الدول الصغرى تستطيع اتباع استراتيجيات متعددة لتحقيق هدفين في آن واحد؛ أمنها ومصالحها من خلال اتباع سياسة خارجية تعديلية (توسعية)، بحيث توازن إدراكها للتهديدات والفرص. وتُبنى هذه الحجة على مستويات متعددة (محلية، نظمية، إقليمية)، بحيث تبرز المتغيرات المحلية الفاصلة التالية: إدراك صانع القرار (القوة المدركة) ومتغير الأفكار (التفكير الاستراتيجي)، كمتغيرات تفسيرية للأنموذج "ميزان الإدراك". كما تخضع فرضية أنموذج "ميزان الإدراك" إلى الاختبار من خلال تطبيقها على حالة الأزمة الخليجية 2017، بهدف تفسير لغز صمود دولة قطر في وجه التحالف المضاد (السعودية، مصر، الإمارات، والبحرين).