Résumé:
العنف الرمزي هو نوع من العنف غير المادي الذي لا يتطلب استخدام القوة الجسدية، بل يتجلى في الألفاظ والأفعال التي تهمش أو تقلل من قيمة الآخرين. يتواجد هذا النوع من العنف في المدارس وقد يترك آثاراً سلبية على التفاعل الإيجابي بين التلاميذ، وكذلك على مشاركتهم في النشاطات المدرسية و بناء علاقات اجتماعية سليمة مع بعضهم البعض.
يميل العنف الرمزي إلى خلق بيئة سلبية تؤدي إلى تقليص احترام التلاميذ لبعضهم البعض وللمعلمين. هذا يمكن أن يؤدي إلى تراجع في التفاعل الإيجابي، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم.
فالتلاميذ الذين يتعرضون للعنف الرمزي قد يشعرون بالتوتر والتهديد، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على علاقاتهم مع زملائهم و يصبح التنافس بينهم تنافساً سلبياً يقوم على الإقصاء بدلاً من التعاون و يُؤدي العنف الرمزي إلى انسحاب بعض التلاميذ من النشاطات المدرسية، حيث يشعرون بأنهم غير مُرحب بهم أو أنهم سوف يتعرضون للإهانة و قد يقاطعون الفعاليات والنشاطات بسبب الخوف من التعرض للسخرية أو التهكم، مما يحرمهم من الفرص التعليمية والاجتماعية
إن هذه الظاهرة تتطلب إطلاق حملات توعوية للتلاميذ والمعلمين حول أضرار العنف الرمزي وتأثيره السلبي على المجتمع المدرسي و تُعرّف هذه الحملة المتعلمين على كيفية التعرف على العنف الرمزي وكيفية التصرف تجاهه و تعزيز ثقافة الحوار المفتوح بين التلاميذ والمعلمين، حيث يمكن تقديم ملاحظات بطريقة بناءة. يمكن أن يُساعد ذلك في خلق جو من الاحترام والتفاهم و كذا تقديم الدعم المعنوي للمتعلمين الذين يتعرضون للعنف الرمزي أمر بالغ الأهمية. ينصح بوجود مستشارين نفسيين في المدرسة لتقديم المساعدة للطلاب كما يجب وضع قوانين صارمة لمواجهة أي شكل من أشكال العنف الرمزي، مع تطبيقها بشكل عادل لضمان بيئة مدرسية آمنة و أيضا تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة التعاونية والجماعية، حيث يعمل هذا على بناء علاقات إيجابية بين الطلاب ويُقلل من المشاعر السلبية.
في الختام نستخلص أن العنف الرمزي من الأشكال الخفية للعنف التي تؤثر بشكل كبير على التفاعل الإيجابي داخل الأقسام والمشاركة في النشاطات المدرسيةو من خلال اتباع استراتيجيات فاعلة ومتكاملة، يمكن الحد من هذا السلوك وتعزيز بيئة تعليمية إيجابية تدعم التنمية الشخصية والاجتماعية للمتعلمين و قد اظهرت دراستنا أن العنف الرمزي يضر بسير العملية التعليمية، حيث يخلق بيئة غير مريحة وغير مشجعة للتعلم. لذلك، فإن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب بناء علاقات تربوية قائمة على الاحترام المتبادل والحوار، وتشجيع التفاعل الإيجابي بين المدرسين والتلاميذ، مما يضمن بيئة مدرسية صحية تُعزز من قدرة التلاميذ على النمو الأكاديمي والشخصي .