Résumé:
انتشرت زراعة الكروم في عمالة وهران بسرعة كبيرة ، لدرجة أنها فاجأت الاستعمار نفسه بالرغم من التخوف
من المنافسة في الأسواق العالمية، و أصبح الجميع يغني بانجازات الاستعمار في الجزائر، لكن مع ظهور الأزمة
الإقتصادية في ثلاثينيات القرن العشرين ، تبين أن الإستعمار عاجز عن حل المشاكل التي صنعها بنفسه.
كما يمكننا أن نستنتج أيضا ، أن أنظمة القروض الاستعمارية كانت وسيلة اقتصادية للسيطرة السياسية على
الريف الجزائري، و كذلك وسيلة في يد المستوطنين لأنها تمكنهم من استثمار أرباح الإسعافات العمومية التي تعود
إليهم في ميزانية البلدية بالفوائد، و نستخلص من خلال معرفتنا للقروض الممنوحة للكولون، و دورها في زراعة
الكروم بالقطاع الوهراني، نستنتج أن بعض الملاحظات حول تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية عام 9191و
ما نتج عنها ꞉إن كساد تجارة رواج الخمور في الأخير ، و تعرض الكولون للخسائر المادية أثر على مزارع الكروم
،الذين استفادوا من القروض الفلاحية لشراء الألات، فوقعوا تحت طائلة الديون المصرفية، سواءا اتجاه المصارف
الخاصة او اتجاه مصرف الاعتماد الزراعي ، كما مس مداخيل المستوطنين إذ تعرض بعضهم للخسارة و الافلاس
،و أرغم البعض الأخر على التخلي عن أراضيهم و السير نحو المدن، و من نتائج نزوحهم نحو المدن عودة بعض
الجزائريين الى الريف لاسترجاع أراضيهم التي أخذت منهم ، أما الوضعية الاجتماعية للجزائريين فقد تأثرت بدورها
من جراء هذه الأزمة ، فزادت معاناتهم في تحمل مصاريف المعيشة و الفقر و البطالة و تدني الأجور، و على الرغم
من تمكن بعضهم من استرجاع أملاكه ، إلا أن الأغلبية منهم عجزوا عن استغلال الأرض لأنهم يفتقدون للوسائل
الحديثة و المتطور و المتوفرة فقط عند المستوطنين