Résumé:
تمثل النزاعات العرقیة في إفریقیا إحدى السمات الممیزة للقارة ذات التعدد والتنوع، وهذا بسبب التنوع
العرقي والقبلي، والإثني والقومي، وهذه المشكلات الناجمة عن هذا التنوع لا تكمن في التنوع بحد ذاته، بل
بسبب السیاسة الاستعماریة التي أدركت هذا التنوع في نسیج القارة الإفریقیة، فتركت خلفها تركة ثقیلة
أصابت القارة بحالة من عدم الاستق ا رر السیاسي والتفكك الاجتماعي، أدى كل هذا إلى ظهور حركات
انفصالیة تطالب بانفصالها وتشكیل كیان جدید في مختلف دول القارة، فأضحت قضایا الحركات
الانفصالیة في إفریقیا من قضایا السیاسة العالمیة المهمة لما تسببه من آثار على الدولة نفسها.أن السودان یحتل موقع إست ا رتیجي هام بقلب إفریقیا، وهذا ما أطلق علیه بعض الدارسین والمختصین
بإفریقیا المصغرة، نظ ا ر لما یجمعه من أع ا رق عدیدة ومتنوعة تتمیز كل جماعة بعادات وتقالید معینة،
یجعلها متباینة ثقافیا ودینیا وحتى لغویا، فهناك انقسام واضح في الت ركیبة الاجتماعیة السودانیة، فالشمال
السوداني یعتبر من العرب، أما الجنوب فیعتبر قاطنوه أفارقة، وفي هذا السیاق تحاول أط ا رف خارجیة
إظهار الفوارق فیما بینهما، للمطالبة بالانفصال وتشكیل كیان جدید.