Résumé:
تهـدف الدراسـة لمعالجة موضوع تزايد إستخدام المجتمعات الافتراضية ودورها في حوكمة السياسة العامة خـلال القـرن الحادي والعـشرون، تأسسـت تلك المجتمـعات مـن خـلال التطـور اللامـتناهي لتكنـولوجيا المعلومات والإتصال (TIC) والولوج المستمر لعالم الانترنت الذي إستحدث بيئة تفاعلية جديدة أسهمت عبر العديد من الحالات في إنتاج ظـواهر جـديدة كالمجال العام الافـتراضي والسياسة العامة 2.0 والإصدارات الرقمية الحكومية وتأثـير تـلك الظواهر في أداء المؤسسات الحكومية ومراقبة نجاعة تسييرها ومخرجاتها وانعكاس كل تلك الظواهر الجديدة على المجال العام وتجويد حياة المواطنين.
تشير العمـليات الحكومية وما يصطلح على تسميتها بالسياسة العامة لكافة النشاطات الحكومية التي تعمل على تسيـير شئـون الدولة وتحقيـق المصلحـة العامـة، فمـن خـلال التطـورات البيئيـة المختلفـة ومـسايرة للتحـولات التكنولـوجية كان مـن الضـروري تطـوير البـنى والوظائـف/المعامـلات الحكـومية وهو ما ساهمت فيه المجتمعات الافتراضيـة مـن خـلال تحـول الكثـير مـن الظـواهر السياسيـة مـن إصـدارها التقليـدي المادي للإصدار الرقمي الافـتراضي، وما نتج عنه من تذليل الإكراهات الزمانية والمكانية الأمر الذي ساهم في بناء تفضيلات سياسية واعية للمواطنين مع تنشيط المجال الديمقراطي وتوسيع فرص المشاركة السياسية كما ونوعا.
عرف تطـور نـشاط المجتمـعات الافتراضية ضمن المجال العام السياسي بصفة عامة وصنع السياسة العامة بصفـة خاصـة ظهـور فـرص جـديدة عملت الحكومات والمواطنين على الإستفادة منها بأقصى قدر ممكن، كما شهـد التطـور التقـني في المجال العام السياسي ظهـور إكراهات تمـت معالجـة بعـضها عـبر الوسائل التقنية والطرق الإجتماعيـة وعـدم الوصـول لحلـول البعـض الآخر، كما أنتـج تفاعـل المجتمعات الافتراضية مع السياسة العامة آفاق وظـواهر حديثة وسعت مساحة تفاعل المواطن في المجال السياسي وطورت من مكانته وجعله أولوية في صنع السياسة العامة وبعبارة أخرى التحول نحو توجه المواطن كأساس لصنع السياسة العامة.