Résumé:
شهد المسرح العديد من محاولات التّجديد والتّجريب أدت إلى ظهور العديد من المناهج والاتجاهات الإخراجية العالمية التي قد تتّفق في الغايات والأهداف ولكن تختلف في الأشكال والأساليب. وبما أن المسرح الجزائري جزء لا يتجزأ عن المسرح العربي المتّصل بالغرب، فإنه لمن الطّبيعي أن يتأثّر بالمناهج الإخراجية الغربيّة المختلفة. وبالرّغم من أنّ المسرح الجزائري في شكله العام قد تأثّر بفكر 'بريشت' ومسرحه الذي تجلى في العديد من التجارب المسرحية، إلاّ أنّ ذلك لم يمنعه من تبني أساليب مسرحيّة أخرى مثل المسرح الفقير الذي تجسّد في العديد من الأعمال التي تحمل فلسفة 'غروتوفسكي' بأساليب ورؤى متباينة من طرف مخرجين جزائريين.
وعلى هذا الأساس، تم الخوض في هذه الدراسة للتعرف على مدى تحقق فلسفة منهج 'غروتوفسكي' في العروض المسرحية الجزائرية والتغيير الذي أحدثته على مستوى الشكل والمضمون، كما سعت أيضا للكشف عن مدى توفيق الممارسين المسرحين في الجزائر من التعمق في منهج 'غروتوفسكي' لتحقيق بعدا جماليا ذا تأثير فكري وبصري.