Résumé:
لقد شهد نظام الزواج في المجتمع الجزائري تغيرات كبيرة من حيث مفهوم الاختيار الزواجي، و الذي أصبح خاضعا لمعايير جديدة نتيجة ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، و ما ساهمت في خلقه من أبعاد جديدة لمفهوم العلاقات بين الجنسين، والتي أصبحت تحمل مبادئ جديدة نتيجة التواصل اللاّمحدود بين الأفراد من مختلف المجتمعات، مما ساهم في توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية، و بالتالي توسيع مجال الاختيار الزواجي، و الذي أصبح قائما على التعارف من خلال هذه المواقع، و هذا ما نهدف إلى التعرف عليه من خلال هذه الدراسة وذلك لمعرفة التمثلات الاجتماعية للزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدى الشباب. تم إجراء هذه الدراسة في مدينة وهران حيث تمثل مجتمع البحث في الشباب الذين عاشوا تجربة الزواج عبر الفايس بوك، و الذين تم اختيارهم عن طريق المعاينة النهرية، و تم الاعتماد على المنهج الكيفي واستخدام تقنية المقابلة كوسيلة لجمع المعطيات. و من أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أن سهولة التواصل بين الأفراد بغض النظر عن الحواجز الزمنية و المكانية، و عدم خضوعها لأي اعتبارات اجتماعية، ساهم في لجوء الشباب لهذا النمط من الاختيار الزواجي عن طريق هذه المواقع و ذلك نتيجة ما توفره من علاقات لانهائية و بالتالي الوفرة في الخيارات، كما يعتبر الفشل في العلاقات السابقة من أهم أسباب لجوء الشباب إلى هذا النمط من الاختيار الزواجي، واعتبارها الوسيلة الأسرع لإيجاد الشريك الأنسب، كما أصبح مفهوم الاختيار الزواجي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يحمل صبغة استهلاكية نتيجة هذه الوفرة في العلاقات، و ذلك من خلال سهولة الدخول في علاقة مقابل إنهاءها دون أي اعتبارات، و هذا ما أصبح يؤثر على هذا الزواج و يهدد استمراريته، و ذلك بالنظر إلى أنه و بالرغم من تطور هذه العلاقات الافتراضية إلى علاقات زواجية إلا أن هذه الأخيرة بقيت تحت تأثير المعايير الافتراضية التي قامت عليها، مما ساهم في هشاشة هذا النمط من الزواج، و هذا ما أدى بدوره إلى إضفاء صبغة سلبية على التمثلات الاجتماعية للزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدى الشباب.