Résumé:
مــلخص مذكرة الماستر
شهد مفهوم الأمن تحولات جوهرية في العقود الأخيرة، إذ لم يعد يقتصر على حماية حدود الدولة وسلامتها الإقليمية، بل اتسع ليشمل الإنسان باعتباره محور الأمن وهدفه الأساسي، وهو ما أفرز مفهومًا جديدًا يُعرف بـ "الأمن الإنساني". وقد ظهر هذا المفهوم بقوة مع تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنة 1994، الذي عرّف الأمن الإنساني بأنه حماية الأفراد من التهديدات المزمنة والجماعية لحياتهم وكرامتهم ورفاههم.
في ظل المتغيرات العالمية الراهنة، كالأزمات الصحية (جائحة كوفيد-19)، والنزاعات المسلحة، وتغير المناخ، وتزايد الهجرة القسرية، وارتفاع معدلات الفقر، برز الأمن الإنساني كإطار شامل يعالج جذور انعدام الأمن، من خلال التركيز على الأمن الغذائي، والصحي، والبيئي، والاقتصادي، والسياسي، والشخصي. وتؤكد هذه المقاربة على ضرورة بناء سياسات وقائية وإنمائية تُعزز من قدرة المجتمعات على الصمود والتكيّف ومع تصاعد التهديدات العابرة للحدود وتراجع فعالية الأدوات التقليدية للأمن، بات من الضروري اعتماد استراتيجيات شاملة تُراعي كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. وتزداد أهمية هذا التوجه في الدول الهشة، التي تعاني من ضعف في الحوكمة، والنزاعات، وضعف التنمية، حيث يصبح الأمن الإنساني مدخلًا أساسيًا لتحقيق السلم والاستقرار المستدام.
وعليه، فإن الأمن الإنساني يُمثل اليوم أحد أبرز محاور النقاش في السياسة الدولية، كما أنه أداة تحليلية هامة لفهم التحديات التي تواجه الأفراد في عالم متغير، تُغلب فيه الاعتبارات الإنسانية على المعايير العسكرية الصرفة