Résumé:
عرف العالم في العقود الأخيرة تطورا سريعا في ميدان تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، و هو ما انعكس بشكل واضح على مختلف القطاعات لاسيما قطاع التعليم العالي و البحث العلمي، حيث أصبحت المؤسسات الجامعية مطالبة بمواكبة هذا التحول الرقمي بما يضمن تحسين أدائها و خدماتها.
ومن بين أبرز هذه المؤسسات، تعد المكتبات الجامعية بوصفها فضاءات معرفية حيوية، تعمل على توفير المعلومات و مصادر المعرفة لفائدة الطلبة و الأساتذة و الباحثين، و في هذا السياق جاءت هذه الدراسة التي تهدف إلى كشف عن مدى مساهمة تكنولوجيا الاتصال الحديثة في تحسين جودة الخدمات بالمكتبة المركزية لجامعة مستغانم.
انطلقت الدراسة من إشكالية محورية مفادها: كيف ساهمت تكنولوجيا الاتصال الحديثة في تحسين جودة خدمات المكتبة المركزية لجامعة مستغانم؟، و قد انبثق عن هذه الإشكالية أربع فرضيات رئيسية تمثلت في: تنوع و تعدد وسائل التكنولوجيا المستعملة في المكتبة، اهتمام الإدارة بتكوين الموظفين، انعكاس استعمال التكنولوجيا على رضا المستفيدين، ووجود جملة من التحديات التي تعيق الاستغلال الأمثل لهذه الوسائل.
اعتمدت الدراسة على منهج وصفي تحليلي، وتم استخدام الملاحظة بالمشاركة والاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات من عينة من موظفي المكتبة من مصالحها المتنوعة.
كما تم الاستعانة بمصادر نظرية و أكاديمية لدعم الإطار المفاهيمي للدراسة، خاصة ما تعلق بمفاهيم التكنولوجيا، الجودة، المكتبات الجامعية، و خدمة المعلومات الالكترونية.
كشفت نتائج الدراسة أن المكتبة المركزية لجامعة مستغانم قد شرعت فعلا في تبني عدد من الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الرقمنة، الفهرسة الإلكترونية، قواعد البيانات الرقمية، الولوج إلى شبكة الانترنت، مما ساعد على تسهيل الوصول إلى المعلومات و تحسين سرعة الاستجابة لاحتياجات المستفيدن، كما أظهرت النتائج وجود وعي بأهمية التكوين المستمر للموظفين في هذا المجال، و إن كان لايزال دون المستوى المطلوب.
و من جهة أخرى، تم تسجيل عدد من الصعوبات التي تحد من فعالية تكنولوجيا الاتصال، على غرار ضعف البنية التحتية، محدودية التجهيزات، و نقص الكفاءات المتخصصة، مما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة.