Résumé:
تُعد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من أبرز الوسائط الرقمية التي فرضت حضورها في مختلف المجالات، ومنها المجال الصحي، حيث أضحت فضاءً مفتوحًا للتواصل بين الأطباء والمرضى، ووسيلة فعّالة لنشر الثقافة الصحية وتيسير الوصول إلى المعلومة الطبية. وقد سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع استخدام هذه المنصات في الاتصال الصحي، من خلال تحليل آراء كل من المرضى والأطباء حول أدوارها، فوائدها، وتحدياتها.
كشفت نتائج الدراسة أن نسبة كبيرة من المرضى يتابعون محتوى صحيًا بشكل يومي، ويبدون تجاوبًا وتفاعلًا مع النصائح الطبية المقدمة، بل إن البعض منهم يطبقها حرفيا، مما يدل على التأثير المباشر لهذه المنصات على السلوك الصحي للأفراد. كما أظهرت عينة الأطباء أنهم يوظفون وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التوعية، وتقديم استشارات عامة، ومتابعة بعض الحالات، معتمدين على حسابات مهنية يديرونها بأنفسهم، مما يعكس درجة عالية من الالتزام والمسؤولية.
رغم هذه التفاعلات الرقمية الايجابية في مجال الاتصال الصحي ، الا أن الدراسة بينت أن الاستخدام الصحي لمواقع التواصل لا يخلو من مخاطر وتحديات، منها: انتشار المعلومات المغلوطة، التشخيص الذاتي الخاطئ، وصعوبات الحفاظ على خصوصية المرضى وسرية بياناتهم، وهي أمور تتطلب تدخلًا تنظيميًا وتكوينيًا. كما أن ضعف الاعتماد على أدوات الحماية التقنية، وضعف الرقابة الرسمية على المحتوى المنشور، يشكّلان ثغرات قد تؤثر سلبًا على مصداقية الاتصال الصحي الرقمي.
بناءً عليه، تؤكد الدراسة على أهمية تبني استراتيجيات اتصال صحي رقمي فعّال، يجمع بين التفاعل الإيجابي والمعلومة الدقيقة، تحت إشراف مختصين وهيئات مسؤولة. كما توصي بضرورة تكوين الكوادر الطبية في مجالات الإعلام الصحي وأمن المعلومات، وتشجيع إنتاج محتوى طبي مبسّط ومبني على مصادر علمية موثوقة لتحقيق اثر صحي إيجابي ومستدام في المجتمع.